بعد مخاض عسير وعنف وفوضى لم يشهدها التاريخ الأمريكي من قبل، صادق الكونغرس، أمس (الخميس) بعد استئناف نشاطه عقب فوضى الأربعاء الأسود على فوز جو بايدن بأصوات المجمع الانتخابي، وانتهت عمليات المصادقة بتقدم بايدن بنتيجة 306 أصوات على ترمب الذي نال 232 صوتا، بعد أحداث عنف صدمت الشعب الأمريكي والعالم بأكمله.. واستسلم ترمب في بيان قال فيه: «رغم أنني أختلف كليا مع نتيجة الانتخابات، والحقائق ظاهرة بالنسبة لي، مع ذلك سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في ال20 من يناير». وتابع قائلا: «قلت دائما إننا سنستمر بقتالنا لضمان أن الأصوات القانونية فقط سيتم احتسابها، في الوقت الذي يمثل هذا نهاية أعظم فترة رئاسية أولى في تاريخ الرئاسة، هذه هي البداية فقط في قتالنا لجعل أمريكا عظيمة». وندّد العديد من حلفاء الولايات المتّحدة الغربيين باقتحام متظاهرين من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته مقرّ الكونغرس في واشنطن، داعين إلى احترام الديمقراطية ونتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن. وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهد الكونغرس اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترمب إثر اقتحامهم المبنى. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وإبعادهم خارج المبنى. وجاءت محاولة الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونغرس للتصويت على نتائج الانتخابات وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه، وأدت الأحداث إلى تعليق اجتماع أعضاء الكونغرس، وإغلاق المبنى. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تغريدة على تويتر «مشاهد صادمة في واشنطن»، مضيفاً «نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم». من جهته، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن ما حصل في الكابيتول «اعتداء على الديمقراطية الأمريكية ومؤسساتها وسيادة القانون». وفي بريطانيا، وصف رئيس الوزراء بوريس جونسون ما حصل بأنه «مشاهد مخزية»، مطالبا بنقل السلطة سلميا إلى بايدن. وقال جونسون على تويتر «الولاياتالمتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ومن المهم الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم للسلطة». أما وزير الخارجية دومينيك راب فقال على تويتر «الولاياتالمتحدة تفخر عن حق بديمقراطيتها، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذه المحاولات العنيفة لإحباط الانتقال القانوني والسليم للسلطة». ولعب نائب الرئيس بنس دورا كبيرا في إنقاذ سمعة أمريكا عندما قال إنه لن يعارض المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية مبررا ذلك ب«قيود» يفرضها الدستور. وعرض بنس حججه في رسالة نشرها قبيل بدء جلسة الكونغرس الخاصة بتسجيل النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر. وكتب يقول: «إن حكمي المدروس هو أن قسمي بدعم الدستور والدفاع عنه يمنعني من المطالبة بسلطة أحادية، لتحديد أي الأصوات الانتخابية يجب احتسابها وأيها لا ينبغي احتسابها». أخيرا.. بايدن رئيسا بعد مخاض عسير، وأمريكا المنقسمة تلملم جراحها بعد الأربعاء الأسود.. هل يُعزل ترمب؟ حيث طالب العديد من أعضاء الكونغرس بعزله.