يظن نظام الملالي أن الأعداء الذين يتوهم عداوتهم هم مشكلته الوحيدة. ولهذا استحدث سياسات من قبيل تصدير الثورة، وإنشاء المليشيات العميلة له لتخريب استقرار الدول العربية والإسلامية. وكبُر الوهم في نفوس قادته حتى ظنوا أن بوسعهم أن يناطحوا القوى الكبرى، ويعيدوا إحياء الإمبراطورية الفارسية المبادة. غير أن اغتيال العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني والقيادي في الحرس الثوري محسن فخري زادة أخيراً كشف لقادة النظام أسوأ ما لم يتوقعوه، وهو أن العدو الداخلي الذي يتربص بهم أكبر كثيراً من الخطر الذي يمكن أن يأتيهم من الخارج. وبالنظر إلى الحوادث والاغتيالات المتعلقة ببرنامجهم النووي خلال السنة الحالية يمكن القول إن أعداء النظام في الداخل، وهم أبناء الشعب الإيراني المسحوق، يقومون بدورهم أيضاً في توجيه الضربات للنظام. ومهما حاول المتشددون في برلمان الملالي سن قوانين تسمح بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، وتهديد المجتمع الدولي بذلك البرنامج؛ فإن تلك التهديدات الجوفاء لن تجدي. لأن الضربات التي لحقت بالبرنامج النووي أعادته إلى الوراء سنوات. ومثلما فشل النظام في الثأر لقاسم سليماني... سيفشل أيضاً في الثأر لفخري زادة، وللحرائق التي دمرت معظم منشأة نطنز النووية. وتبقى تلك التهديدات الجوفاء منتجات للاستهلاك المحلي فحسب.