ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5% في مفاعل نطنز، مؤكدة في تقرير مقتضب يتوقع أن يعرض اليوم الأربعاء على مجلس المحافظين في فيينا، أن "إيران زودت الوكالة بمعلومات محدثة تفيد برفع مستوى التخصيب إلى 5% ويشير التقرير أيضاً إلى أن الوكالة استخدمت نظام مراقبة التخصيب وتأكدت أن مستوى التخصيب يتجاوز 3.67%. وقد أخذ خبراء الوكالة عينات من اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق المستوى الذي حدده الاتفاق النووي من أجل تحليلها. وأكد تقرير مفتشي الطاقة الذرية قبل يومين خرق إيران لمستوى تخصيب اليورانيوم، مؤكدين أن طهران تخصب اليورانيوم بدرجات محظورة. وقالت وكالة الطاقة الذرية في تقرير اطلعت عليه "رويترز" إن إيران خصبت اليورانيوم بدرجة نقاء أعلى من المنصوص عليه في الاتفاق النووي. وقال المتحدث باسم الوكالة في بيان إن مفتشي الوكالة تحققوا في الثامن من تموز/يوليو من أن طهران قامت بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من 3,67%. وذكر تقرير أرسل للدول الأعضاء في الوكالة أن الوكالة تحققت من مستوى تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة على الإنترنت لمراقبة التخصيب، مضيفاً أن عينات أخذت أيضا امس لفحصها. وتتمسك واشنطن بموقفها الصلب تجاه الخروقات النووية الإيرانية منذرة بعقوبات أكبر على نظام الملالي ، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، أن الاتفاق النووي الإيراني أسوأ صفقة دبلوماسية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية ، مضيفا بأن العقوبات الحالية هي البداية وأن القادم أصعب على طهران ، مشيرا إلى أن العقوبات أثرت بشكل واضح على النظام وفي الاقتصاد الإيراني الذي ظهر عليه الانهيار المتسارع. وتابع بولتون أن حملة الضغط التي يقودها الرئيس ترامب ضد إيران تؤتي ثمارها، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني – المصنف في قائمة الإرهاب – يعاني بشكل غير مسبوق بسبب الضغوط الأمريكية المتواصلة، موضحا أن العقوبات الاقتصادية على إيران امتدت لتشمل قطاعات جديدة مثل المعادن والبتروكيماويات. وشدد بولتون على أن رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم يهدد الأمن القومي ويخرق القوانين الدولية، مشددا على أن بلاده لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية بأي شكل من الأشكال ، داعيا المجتمع الدولي لمضاعفة الجهود مع الحلفاء لضمان حرية الملاحة الدولية. وكان مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، قد أكد في وقت سابق أن إيران تواصل تهديد الأمن القومي للمنطقة، بافتعال الأزمات والتدخل في شؤون دول المنطقة. ويؤكد محللون أن قرار إيران الاستمرار في تحدي الولاياتالمتحدة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم عن الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي يزيد من مخاوف الإيرانيين من استمرار التدهور الاقتصادي ، خاصة مع تشديد الرئيس الأمريكي على تصفير وتجفيف صادرات إيران النفطية التي تمول من خلالها جماعاتها الإرهابية التي تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي. كما حذرت باسم الدبلوماسية الأوروبية، مايا كوسيانسيتش، إيران، من تجاوزالاتفاق ودعت بقوة إلى ضرورة وقف أنشطتها التي تتعارض مع التزاماتها الواردة في إطار" الاتفاق النووي ، مؤكدة القلق الأوروبي الشديد إزاء ما أعلنته طهران بتقليص التزامها بالاتفاق النووي وقيامها بتجاوز معدل التخصيب لليوانيوم المسموح به. . وبحسب المراقبين للشأن الداخلي الإيراني، يتصاعد الغضب الشعبي والتذمر من نظام الملالي لصعوبة الحياة جراء السياسات العدائية للنظام تجاه دول الجوار والتصعيد مع الولاياتالمتحدة والذي جلب مزيدا من العقوبات الخانقة دون أدنى تعقل من النظام الفاشي االجاثم على الشعب الإيراني وإهدار مقدراته على الإرهاب والأطماع وإشعال النزاعات في المنطقة والتي لاتجلب عليه سوى المزيد من الانهيار والفقر والبؤس.