تزايدت بشكل لافت فرص إمكان حصول الشعب البريطاني على لقاح فايروس كورونا الجديد. فقد أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا الدوائية العملاقة باسكالا سوريو، التي تقوم بتصنيع لقاح ابتكره علماء جامعة أكسفورد، أن الإنتاج بكميات ضخمة سيبدأ قبل انتهاء 2020. وقال لتلفزيون بلومبيرغ أمس الأول إن الشركة ستعلن بيانات التجارب السريرية للقاح بحلول نهاية السنة الحالية. لكنه حذر من أن شركته وعلماء أكسفورد لا يعرفون على وجه اليقين حتى الآن هل هذا اللقاح ناجع، وهل سيكون مفيداً لجميع من يتطعمون به، وإلى متى سيبقى مفعوله. ومع ذلك رجح بدء التطعيم بمصل أكسفورد خلال ديسمبر 2020. ونشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية أمس أن أطباء عيادات الأحياء تلقوا تعليمات ببدء التطعيم بمصل أكسفورد يومي عيد الميلاد (الكريسماس)، واليوم التالي له (بوكسينغ داى). وسيقوم الأطباء أولاً بتطعيم الكوادر الصحية، تتلوهم الفئات المعرّضة للخطر لمدة 7 أيام متتالية. وقالت الصحيفة إن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك سيعلن الأسبوع القادم خطة لفتح مراكز للتطعيم تستوعب 100 ألف شخص يومياً. كما سيقام 3 آلاف مركز متنقل للتطعيم لزيارة دور المسنين، ومنازل المصابين بأمراض مزمنة. وقال رئيس الخدمة الصحية الوطنية البريطانية سير سايمون ستيفنز إن مستشفيات نايتنغيل الموقتة، التي أقيمت خلال الربيع لاستيعاب آلاف المصابين بالفايروس، ستستخدم كمراكز للتطعيم، لاستيعاب مئات آلاف الأشخاص يومياً. وأعلنت شركة أسترازينيكا أنها ستبيع إبرة المصل بحدود 4-5 دولارات. وأضاف رئيسها أنها قد تفرض زيادة في سعر الجرعة بحدود 20% لتغطية كلفة الإنتاج، التي كبدتها أكثر من مليار دولار. وفي سياق ذي صلة؛ ذكرت دراسة أجراها علماء جامعة كاليفورنيا ومعهد فرانسيس كريك أن بعض الأجسام المضادة التي تتولد لمكافحة نزلة البرد العادية قد تكون قادرة أيضاً على تحييد فايروس كورونا الجديد. وأشارت الدراسة إلى أن ذلك تأتي بعد متابعة 300 شخص لم تتم إصابتهم بكوفيد-19 مطلقاً. واتضح أن نحو 5% منهم تولدت لديهم تلك الأجسام المضادة الناجمة عن إصابتهم بنزلة برد، لكنها تستطيع التصدي لفايروس كوفيد-19. وفي دراسة أخرى في السويد، قال العلماء إنهم اكتشفوا أن الأطفال الذين سبق لهم أن أصيبوا بنزلة البرد العادية تتولد لديهم أجسام مضادة تمنع إصابتهم بالتهاب حاد يسمى MIS-C. وهو التهاب نادر يسببه فايروس كورونا الجديد، ويختلف عن كوفيد-19، وعن مرض كاواساكي الذي أصيب به أطفال أصيبوا بكوفيد-19. وأشار علماء معهد كارولينسكا السويدي إلى أنهم اكتشفوا أن الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب MIS-C لم تنشأ لديهم أجسام مضادة قادرة على دحر نزلة البرد العادية. ومعروف أن نزلة البرد العادية يسببها فايروس من عائلة كورونا. ومن ناحية أخرى، أشارت بيانات نشرها الباحثون بمستشفى الخدمة الصحية في مدينة أكسفورد ببريطانيا أمس إلى أن الأجسام المضادة التي يولدها نظام المناعة لمحاربة كوفيد-19 تبلغ ذروتها بعد 24 يوماً من الإصابة. لكنها تنخفض بمستوى النصف في غضون 85 يوماً من الإصابة. ويستمر تناقصها إلى مستويات لا يمكن اكتشافها بعد مرور 137 يوماً من الإصابة. ويثير ذلك مخاوف من أن الحماية ضد الفايروس ستكون قصيرة الأمد، ومن أن بعض الأشخاص يمكن أن يصابوا بفايروس كورونا الجديد بعد فترة قصيرة من تعافيهم منه. وأشار علماء المستشفى المذكور إلى أنهم استقوا تلك الخلاصات من درس حالات 3217 كادراً صحياً. وزادوا أن من تلك الخلاصات اكتشافهم أن الأجسام المضادة تبقى فترة أطول في أجسام الأشخاص الذين أصيبوا بالفايروس وظهرت عليهم أعراض المرض، في حين أنها تذوي سريعاً لدى الأشخاص الذين أصيبوا ولم تظهر فيهم أعراض الوباء.