أعلنت شركة أسترازينيكا الدوائية البريطانية العملاقة أمس أنها جندت أكثر من 6 آلاف شخص لإجراء تجارب سريرية متقدمة على دواء من الأجسام المضادة، لمعالجة مرض كوفيد-19، الذي ينجم عن عدوى فايروس كورونا الجديد. وأوضحت الشركة أن جزءاً من التجارب يستهدف معرفة قدرة هذا الدواء على منع الإصابة بالفايروس لمدة عام على الأقل. ويستهدف- في جانب آخر- معرفة إمكان استخدامه علاجاً للمصابين حال ظهور الأعراض عليهم. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريو أن الدواء قيد التجربة ستكون له تأثيرات على المدى البعيد، تشمل منع الإصابة بكوفيد-19، والعلاج منه في حال الإصابة. وذكرت الشركة أن الولاياتالمتحدة أسهمت ب486 مليون دولار لتطوير هذا العلاج. وتقوم شركتا إيلي ليللي وريجينيرون فارماسوتيكالز الأمريكيتان بتطوير مزيج مماثل من الأجسام المضادة، سلطت عليه الأضواء خلال الأسبوع الماضي بعدما تناوله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد تأكد إصابته بكوفيد-19. وتزايد أمس الحديث عن إمكان طرح مصل واق من فايروس كورونا الجديد على شكل بخاخ، وليس حقنة كما هو أشيع. ويقول العلماء إنهم يسعون إلى تحقيق اختراق في هذا المجال، لأنهم يريدون مهاجمة الفايروس في المنطقتين اللتين يبدأ منهما هجومه على الإنسان، وهما الأنف والفم. وتجري تجارب لإنتاج لقاح يتم إعطاؤه من خلال بخاخ في الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وهونغ كونغ. ويهدف البخاخ إلى منع الفايروس من استنساخ نفسه في الأنف، ومن ثم منعه من غزو خلايا الجسم من ذلك العضو في جسم الإنسان. ويعتقد أن جميع الأمصال الجاري تطويرها سيتم إعطاؤها في شكل حُقَن. لكن المهتمين بتطوير لقاح يتم إعطاؤه من خلال بخاخ يراهنون على استهداف الفايروس في أهم معاقله، وهي الرئتان، والأنف، والحنجرة. ويقول العلماء إن هذه الأعضاء غنية ببروتين يعرف ب1gA الذي يوفر حماية أفضل ضد الفايروسات التنفسية. وأشارت دراسة في أغسطس الماضي، أجريت على فئران مخبرية، إلى أن إعطاء المصل من خلال الأنف أحدث رد فعل مناعياً قوياً في الجسم كله، وحال دون استفحال الالتهاب الناجم عن الإصابة بالفايروس. وحصلت شركة بهارات بيوتك الهندية وشركة بريسيشن فيرولوجيكس الأمريكية الشهر الماضي على حقوق إنتاج مصل يعطى من خلال بخاخ الأنف، في جرعة وحيدة. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس الأول أنه تم تجنيد ألف متطوع لإجراء تجارب سريرية لمعرفة إمكان الاستعانة بمصل BCG، الذي يُعطى عادة لوقاية الأطفال من السُل، في مساعدة البالغين على مكافحة مرض كوفيد-19. وكان العلماء قد توصلوا أخيراً إلى أن هذا اللقاح يحض نظام المناعة على الرد على أي هجوم فايروسي. وستجرى التجارب في كلية الطب بجامعة إكستر البريطانية. وقال أستاذ الطب بالجامعة المذكورة البروفسور جون كامبل ل«الغارديان» إنه يتوقع أن يقوم مصل السل المذكور بتغيير قواعد اللعبة في معركة العالم لصد فايروس كوفيد-19. وأوضحت الصحيفة أن التجارب السريرية المرتقبة ستتم توسعتها لتشمل 10 آلاف متطوع في أرجاء العالم، بينهم ألفان من الكوادر الصحية. وكان يعتقد أن مصل BCG فعال فقط ضد جرثومة السل. غير أن العلماء يرون الآن أنه مفيد جداً في دحر الالتهابات الفايروسية.