أظهرت دراسة حديثة شملت نحو 100 متعاف من المصابين بفايروس كورونا الجديد، الذي يسبب وباء كوفيد-19، أن نوعاً من خلايا الدفاع الدفاعية تظل صامدة في الجسم نحو 6 أشهر بعد التعافي. واتضح للعلماء أن من أصيبوا بالفايروس، وتم شفاؤهم منه تبقى تلك الخلايا في دمائهم مرتفعة بنسبة 50% عما لدى من لم تتم إصابتهم بالفايروس. وهي من دون شك أنباء مطمئنة، خصوصاً أن دراسات أخرى زعمت أن تلك الخلايا الدفاعية لا تعمر طويلاً لدى المتعافين. كما أنه لا توجد معلومات دقيقة عن طول فترة الحماية المناعية التي يمكن أن يوفرها أي لقاح يجري تطويره حالياً. وعلاوة على ذلك فإن ثمة أنباء متواترة عن إصابة متعافين بالفايروس مرة ثانية بعد شفائهم منه. بيد أن الدراسة الجديدة المشار إليها تمثل أخباراً مطمئنة، لأنه إذا صح أن الإصابة بالفايروس يمكن أن تسفر عن تولد خلايا دفاعية قادرة على الصمود 6 أشهر، فذلك يعني ضمناً أن أي لقاح جديد سيسفر عن النتيجة نفسها. وكانت دراسة أجراها علماء جامعة إمبريال البريطانية الشهر الماضي خلصت إلى أن الدفاعات المناعية قد تذبل بمرور الوقت. ويشير الحديث في هذا الشأن إلى خلايا «تي»، وهي ليست أجساما مضادة، بل هي كرويات دم بيضاء تملك قدرة على تذكر الأمراض التي أصابت جسم الإنسان في الماضي.. كما أنها قادرة على قتل الخلايا المصابة بالفايروس، وقادرة أيضاً على زيادة عدد الأجسام المضادة لتوفير دفاعات قوية لاستخدامها عند الضرورة. وفي شأن ذي صلة؛ قالت الصحف البريطانية أمس إن أطباء أحياء المدن البريطانية تلقوا تعليمات من وزارة الصحة بالاستعداد لتطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 85 عاماً، إلى جانب الكوادر الصحية العاملة في الخطوط الأمامية للحرب على وباء كوفيد-19. وأشارت صحف أمس إلى أن التطعيم سيكون بلقاح ابتكره علماء جامعة أكسفورد، وتتولى تصنيعه شركة أسترازينيكا الدوائية العملاقة. وأضافت أن الجرعة منه لن تزيد تكلفتها على 3.10 جنيه استرليني (15 ريالاً سعودياً). وأعلنت أسترازينيكا أنها لن تسعى إلى تحقيق ربح من اللقاح، لكنها رجحت أنها ستكسب أموالاً كبيرة من حقوق إنتاج اللقاح، إذا تحول فايروس كورونا الجديد إلى مرض موسمي، مثل الإنفلونزا. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» إلى أن الجهة الحكومية البريطانية الملكفة بتوزيع اللقاح على سكان الجزر البريطانية أعدت قائمة من 11 بنداً لتحديد الأولوية بالتطعيم. وتم إعداد تلك القائمة بناء على السن، والانتماء العرقي، والثروة. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الجاليات الأفريقية والآسيوية أكثر عرضة من غيرها للإصابة والوفاة بكوفيد-19. لكن علماء اليابان والولايات المتحدة أكدوا أنهم لم يجدوا أي اختلافات وراثية بين السكان تجعل أحدهم معرّضاً للإصابة أو الوفاة أكثر من الأعراق الأخرى. ورجحوا أن ما لوحظ من كثرة الإصابات لدى الأفارقة والآسيويين في الغرب ربما كان ناجماً عن إصابتهم بحالات مزمنة سابقة، فضلاً عن عوامل بيئية أخرى، كأماكن العمل، وطبيعته، والتاريخ الصحي للشخص. وقال عمدة لندن صادق خان إن معظم الأفارقة والآسيويين يعملون إما في الخطوط الأمامية للخدمات الصحية، أو في دور المسنين، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة والوفاة بالوباء. واعتبر علماء أن الخلاصة التي توصلت إليها الخدمة الصحية في إنجلترا بذات الشأن تعزى في الأساس إلى نظرة عنصرية، والى ظروف الحياة التي تعيشها تلك الأقليات.