ترمب وبايدن سيمثلان الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الانتخابات العامة بداية نوفمبر القادم، وستكون بينهما ثلاث مناظرات تلفزيونية في شهري سبتمبر وأكتوبر، وقد اعتدنا في مثل هذه الأيام أن يكون سباق الوصول إلى البيت الأبيض العنوان الأبرز للإعلام بكل جنسياته، ولكنه لم يحدث بسبب كورونا وتأثيراتها الاقتصادية والصحية. بايدن أكبرمن ترمب بثلاث سنوات وكلاهما في السبعينات، والديموقراطيون ينتقدون سياسة ترمب في التعامل مع أزمة كورونا، ويعتقدون أن إعادة انتخابه ستفاقم الأوضاع الصحية، وستؤدي إلى إفلاس الشركات الصغيرة وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، والملفت استخدام العودة إلى الماضي وليس التفكير في المستقبل كورقة انتخابية، فبايدن يعد الأمريكيين بأداء وظيفته، في حال انتخابه، كرئيس تقليدي كلاسيكي يلتزم بالقواعد التي عمل عليها الرؤساء الأمريكيون لسنوات طويلة، ما يعني أنه سيعيد إنتاج المنهج السياسي الذي رفضه الأمريكان، وكان سبباً رئيسياً لانتخاب ترمب. الأرقام تميل لجانب ترمب، فمن يدخل الانتخابات وهو رئيس لأمريكا فرصته أكبر في الفوز بفترة رئاسية ثانية، ومنذ سنة 1945 لم يفشل في ذلك إلا ثلاثة رؤساء، بالإضافة إلى أن العارفين بالسياسة الأمريكية يؤكدون أنه كلما رأى الناخبون بايدن قلّت احتمالات تصويتهم له، ولهذا نجد أن الديموقراطية نانسي بيلوسي تنصحه بعدم الظهور، بينما يحرص ترمب على مناظرته. الانتخاب بالبريد رفضه ترمب، ما لم يكن لأسباب وجيهة كالمرض أو بعد المسافة أو لأن الناخب أكبر من 65 سنة، ولتحييد احتمالات التلاعب باستمارة الانتخاب أو إتلافها، والأسلوب معمول به في 17 ولاية أمريكية، وترمب نفسه صوت بالبريد في الانتخابات التمهيدية لسنة 2020، لأنه مسجل في ولاية فلوريدا وإقامته في واشنطن العاصمة، ورصدت جامعة أريزونا خمسمائة حالة تزوير في الانتخابات الأمريكية طوال 12 سنة، علاوة على أن وكالة البريد الأمريكية قد تعلن إفلاسها نهاية سبتمبر القادم. الملاحظة الأهم أن الشعب الأمريكي لا ينتخب الرئيس ونائبه بشكل مباشر، والذي يصوت ويختار هو المجمع الانتخابي المكون من 538 عضواً، ومن يفوز بالتصويت الشعبي لا يشترط أن يحقق فوزاً مشابهاً في أصوات المجمع الانتخابي، ومن الأمثلة، هيلاري كلينتون في 2016 وآل غور في 2000، ثم إن غالبية المصابين والمتوفين من كورونا يقيمون في المدن الأمريكية الكبيرة التي تصوت في العادة للديموقراطيين، أو من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية المعروفة بولائها الديموقراطي، وهم غير متحمسين للمشاركة في الانتخابات، لعدم اقتناعهم بشخصية بايدن وقدرته على إحداث فارق، أو بسبب تأخر الديموقراطيين في إدانة العنف العنصري الذي استبد بهم مؤخراً، وإذا تمت إجازة استخدام لقاح من لقاحات كورونا قبل نوفمبر، فالأمور محسومة بدرجة كبيرة لترمب، وبصرف النظرعن تمنيات الإعلام الموالي لليسار الراديكالي في أمريكا. BaderbinSaud@