فيما يدعو المجتمع الدولي إلى التهدئة وحظر تصدير السلاح وسحب المرتزقة من ليبيا، يصر نظام أردوغان وتابعه «نظام الحمدين» على إذكاء النيران وتأجيج الحرب، وتأتي زيارة وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار والقطري خالد العطية إلى طرابلس أمس (الإثنين) واجتماعهما مع عدد من مسؤولي حكومة الوفاق في طرابلس لبلورة خطة الهجوم على سرت والجفرة. وبحسب مصادر موثوقة، فقد شملت المحادثات ملف تطوير قاعدة (الوطية) وتزويدها بمعدات عسكرية متطورة، بعد قصفها وتدميرها أخيراً. وأفادت وسائل إعلام محلية، أن الوزيرين التقيا مسؤولين في حكومة فايز السراج، في إطار الدعم القطري التركي للمليشيا وجماعة الإخوان التي تحكم طرابلس. وحذر مراقبون من أن التدخل القطري التركي في ليبيا من شأنه تعقيد الأزمة وإشعال الأوضاع، مؤكدين أن الدوحةوأنقرة تتاجران بالقضايا العربية والإسلامية، وأن انحيازهما للإخوان والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، يفضح دعمهما وتسليحهما وتمويلهما لإسقاط ليبيا في أتون صراع مدمر يمكن أن يقود إلى تفتيتها وتقسيمها، فضلاً عن انعكاساته الخطيرة على دول الجوار خصوصاً مصر. ولا تزال أنقرة تواصل نقل المرتزقة إلى ليبيا، وأكد المرصد السوري ارتفاع عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية من سورية لدعم قوات وفصائل حكومة الوفاق. من جهته، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي وصل إلى طرابلس أمس، من أن الوضع الليبي يشهد هدوءاً خادعاً في الوقت الحالي، لا سيما أن الطرفين مستمران في التسليح على نطاق واسع. وشدد على أن بلاده تتمسك بمسار برلين لحل الأزمة في ليبيا. وناقش ماس مسألة استمرار تدفق السلاح مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، كما بحث إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيط مدينة سرت.