بين الأمنيات وألم الواقع يعيش الاتحاديون المرحلة الأصعب في مسيرة الفريق الكروي الأول الذي يترنح في المراكز الأخيرة المؤدية إلى غياهب الأولى، حيث تعقدت حسابات البقاء بالخسارتين الأخيرتين وأصبحت الظروف أصعب مع تبقي 6 جولات فقط على النهاية. «عكاظ» حاولت تقديم روشتة النجاة من خلال استقصاء آراء بعض الرياضيين من نقاد وفنيين ولاعبين، حيث اتفقوا على أن فرص البقاء لا زالت قائمة رغم خطورة الوضع، مطالبين بتضافر الجهود بين الإدارة واللاعبين والأجهزة الفنية والجماهير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لدعم الفريق وتخطي هذه المرحلة الحرجة، واستشعار اللاعبين حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم كون بقاء الفريق بيدهم. أكد المحلل الرياضي الدكتور مدني رحيمي، أن أحد أهم أسباب الوضع المتدهور عدم وجود شخص يفهم في كرة القدم على مستوى الفريق أو إدارة النادي أو جهاز الكرة. وأوضح رحيمي أن الكرة حالياً في ملعب لاعبي الفريق الكروي وعليهم الإحساس بالمسؤولية ومضاعفة الجهود الفنية في المباريات ال 6 المتبقية من الدوري والسعي لتحقيق الانتصارات وحصد النقاط التي تسهم في تجنب العميد لشبح الهبوط، مبدياً ثقته في اللاعبين بالعمل على تحقيق الفوز بدءاً من مباراة الاتفاق والظفر بنقاط المباراة. وتمنى رحيمي أن يوفق اللاعبون في تجاوز الأوضاع الحالية للفريق الكروي وتحقيق الفوز والنقاط التي تكفل بقاء العميد في الدوري. طالب كابتن الاتحاد السابق أحمد جميل، لاعبي الفريق الكروي الأول باستشعار أهمية المباريات ال(6) المتبقية في دوري المحترفين، وضرورة التركيز ومضاعفة الجهود من أجل تحقيق الانتصارات وحصد النقاط من أجل الابتعاد عن خطر الهبوط. وأكد جميل أن المسؤولية تقع على عاتق جميع اللاعبين في المرحلة الحالية، وضرورة تحقيق الفوز بدءاً من مباراة الاتفاق وحصد النقاط الثلاث ومواصلة الانتصارات حتى نهاية مباريات الدوري، مبدياً ثقته في اللاعبين وقدرتهم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في تاريخ الاتحاد، وتجنب خطر الهبوط في الموسم الحالي. ووصف المدرب الوطني محمد العبدلي أن الفترة الحالية التي يمر بها الاتحاد صعبة جداً على الفريق والإدارة والجهاز الفني واللاعبين وجميع محبي الفريق، خصوصاً أن النتائج الماضية لم تخدم الفريق بشكل كبير مما جعله يصل إلى مرحلة لا ترضي عشاقه وهي التهديد بالهبوط إلى الدرجة الأولى، وإذا أراد الفريق تخطي هذه المرحلة يجب أن تكون الثقة موجودة، وهذا مرهون بأمور كثيرة منها أنه يجب التقليل من النقاش في الماضي والنقاش في الأخطاء سواء الفردية والجماعية فالكل يتحمل المسؤولية ويكون رجالات الاتحاد يداً بيد مع بعض وذلك للخروج من هذا المأزق. وبالتأكيد الحل الأمثل أن يكون الاتحاديون قريبين من بعض وترك اللوم الذي كان يوجه في السابق مرة على الإدارة ومرة على الجهاز الفني ومرة على اللاعبين، لأن الوقت الحالي ضيق جداً ولهذا يجب التكاتف مع جميع المسؤولين في الفريق من إدارة ولاعبين وجهاز فني. من جانبه، تحدث المدرب الوطني ماهر علوة ل(عكاظ)عن كيف يمكن للاتحاد أن ينجو من شبح الهبوط إلى الدرجة الأولى، وقال:«الواضح من المشهد الاتحادي أن هناك فجوة بين اللاعبين والإدارة وذلك ما أثبتته النتائج الأخيرة، بل أزيد على ذلك بأن سير منظومة العمل في الفريق الأول لنادي الاتحاد لا تسير وفق المنهجية الأساسية التي تحتاجها كرة القدم، ولابد أن يكون هناك طاولة حوار لتقريب وجهات النظر والقيام بالمهام المطلوبة من كل عنصر، والمهم في ذلك ترك المدرب في إبراز تكتيكه ومنهجيته لضيق الوقت في الجولات المتبقية، وقبل ذلك لابد أن يقوم رئيس النادي أنمار الحائلي بدور التحفيز في زيادة المكافآت وسداد جميع المتأخرات والالتزامات المالية ولم شمل جميع رجالات الاتحاد من أعضاء شرف وأسماء الاتحاد البارزة والوقوف على لاعبي الاتحاد الحاليين، وحثهم على الاستشعار بمسؤولية شعار الكيان وتلك هي وجهة نظر جميع الرياضيين هذا هو وقت الالتفاف حول الاتحاد من شبح الهبوط». واختتم حديثه بقوله هناك رسالة مهمة للمدرج الذي يعتبر رقم واحد للفريق عليكم بإرسال رسائل إيجابية في مواقع التواصل الاجتماعي لرفع الروح لدى اللاعبين والابتعاد عن النقد الجارح الذي لايزيد اللاعبين إلا سوءاً، كون الظروف لا تسمح لهم بالحضور في المدرجات لتحفيزهم داخل الملعب كما تعودنا من جماهير العميد. وشدد الدكتور محمد يحيى فقيهي أستاذ علم النفس الرياضي المشارك بجامعة الملك سعود، ونائب رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي، على أن الحالة التي يمر بها الاتحاد تحتاج لتهيئة الجوانب النفسية وهو قادر برجاله ولاعبيه قادر على تجاوز هذه المرحلة، كما أن الجانب الإيجابي في الاتحاد أن أغلب اللاعبين على الاقل تذوقوا هذه التجربة العام الماضي، وبالتالي لديهم تجربة وهذا الشيء الذي يعول عليه، وعليهم أن يكونوا جاهزين ذهنياً ونفسياً للمباريات القادمة. وأضاف: «أول جزئية يجب أن يتخلص منها الاتحاد، هي أن ينسى بأنه كان بطلاً وله بطولات محلية وقارية وإنجازات كبيرة، بمعنى عليه أن يتعامل مع المباريات كمباريات الكؤوس، فالاتحاد وضعه مثل الأندية المهددة بالهبوط نفس المعاناة والمشاكل الموجودة، مع أن الاتحاد بنظري هو ثالث أو رابع الأندية المتميزة فنياً في الدوري، ولكن بحكم أنه تعرض لمشاكل إدارية وقلة خبرة هي التي جعلته يصل إلى هذه المرحلة، فلذلك يجب أن يشعر اللاعب بأن فريقه مهدد بالهبوط ويحتاج إلى التركيز العالي قبل وأثناء المباريات، ولهذا يجب أن يكون هناك دافعية عالية بالإضافة إلى الروح المعروفة لدى الاتحاد والذي افتقدها بسبب عدم وجود الجماهير لكن لابد أن يكون عند اللاعب طموح ينقذ فريقه من هذه المرحلة، ولهذا لابد أن يكون هناك تركيز ودافعية وتهيئة نفسية وهدوء في المعسكر الاتحادي»، وأضاف: «أحياناً كثرة الاهتمام المبالغ فيه ينعكس سلباً على اللاعبين ويزيدهم من الضغوط النفسية، لابد أن تكون الجوانب الفنية تساعد على تحسين الحالة النفسية، فيجب على الجهاز الفني أن يتعامل مع كل مباراة بحسب ظروفها وحسب الفريق المنافس، فمثلاً المباراة القادمة أمام الاتفاق عليه أن يعرف أن الخصم أفضل منه فنياً وأكثر استقراراً وبالتالي كيف يتعامل الاتحاد مع هذه الجزئية فنياً ومن ثم ينعكس على الحالة النفسية التي نسميها الجاهزية النفسية والصلابة الذهنية التي نقصد فيها قدرة اللاعب على التعايش مع الضغوط النفسية الحالية وعلى التعايش أثناء كل مباراة، بمعنى أثناء المباراة تحدث ظروف مختلفة كإصابة لاعب أو طرد أو ولوج هدف أوهدفين في فريقك كيف تستطيع أن تعيد نفسك إلى الحالة الذهنية الممتازة والملائمة حتى تستطيع أن تكمل المباراة وتحقق نتيجة إيجابية الذي نسميه في علم النفس الرياضي (الصلابة الذهنية)، إذاً يجب أن تعرف كيف تستطيع أن تتأقلم وتتكيف مع مجريات المباراة وأن لا تؤثر عليك المتغيرات الحاصلة عليك أثناء المباراة، ففي هذه الحالة اللاعبون يحتاجون إلى التركيز والإصرار والدافعية والعزيمة والرغبة وإدراك أهمية ناديهم». واختتم حديثه بقوله: «شريحة كبيرة من المتابعين يهمهم أمر الاتحاد حتى أغلب غير المنتمين إلى الاتحاد لا يتمنون هبوطه لأنه ركيزة أساسية في الكرة السعودية، لذا يجب أن تتكاتف الجهود بين الإدارة واللاعبين وأعضاء الشرف حتى يبقى الاتحاد بين أندية الدرجة الممتازة، وكلي ثقة أن الاتحاد سيتجاوز هذه المرحلة».