ينتاب شعور الخوف والتردد والقلق الشخص الذي يرى وينفذ أمرا فيه الفساد واضحا، وقد يعجز أن يتحرك له ساكناً؛ خوفاً من التعرض لأذية من صاحب النفوذ الوظيفي الذي أمر بتنفيذ المهمة بحكم سلطته. وسبق أن أشرت مسبقاً إلى موضوع ترقية الفاسدين وتساءلت عن كيفية حصولهم على الترقيات وضرورة معرفة تاريخهم وفكرهم في نفس الوقت؛ لأن وجودهم على وظائف قيادية يعطيهم الإحساس بأنهم أصحاب صلاحيات مطلقة وأنه كمسؤول لا ولن يخضع للمساءلة ويعمل على تنفيذ مخططاته الفاسدة لأجل مصالحه الشخصية ويعجز منفذ الأمر أو من يشاهده عن التحدث أو الإبلاغ خوفا على وظيفته ونفسه ورزقه، وأن صاحب النفوذ بإمكانه أن يجرده من كل شيء وربما قد يخلق له مشكلة من أجل أن يغطي على فساده... ومشكلة الفاسدين أنهم متحدون للأنظمة ولهم قدرة على التجاوز والتمويه. ولكن هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) أصبحت دوماً حاضرة وبقوة وشفافية وواضحة وصريحة بالإعلان عبر وسائل الإعلام المختلفة عما تم ضبطه وبالتفصيل الدقيق، أي أن الشخص الفاسد ربما كان يعتقد أنه لو تم ضبطه لن يعرف عنه أحد أو سيكون هناك تغافل وتساهل، ولكن حاليا وفي عهد (الحزم) الرسالة واضحة جداً، خاصة ما ذكره ولي العهد صراحة حينما قال «لن ينجو أحد من قضية فساد» ولا أتصور أن هناك أبلغ من هذه الرسالة مع الإجراءات المشددة والواضحة التي تتم من قبل الجهات المعنية. ولهذا نلاحظ دوماً أن في غالبية البيانات التي تصدر بأن النفوذ الوظيفي هو خلف كل عملية فساد بحكم السلطة والقوة في مقابل خوف الأطراف الأخرى على «أكل عيشها».