بين أفكار المشاريع الاستثمارية الشبابية الصغرى والدعم المالي لها من رجال الأعمال تناسب طردي، فكما زادت الأفكار الشبابية رونقاً وبهاء زاد الإقبال لدعمها مالياً من الغرف التجارية الصناعية والتجار. سهاد أحمد (فنانة تشكيلية في العشرينات من عمرها)، تؤكد أن لديها فكرة قديمة من سنوات قليلة وهو إنشاء مرسم لتعليم الأطفال الرسم، موضحة أن المشروع لم ير النور، خصوصاً أن والدها كرجل أعمال لم يدعمها مالياً لإنشاء المشروع إلا بعد أن تعد خطة لتنفيذ المشروع، أو كما يسمونها «دراسة جدوى»، وبسبب التسويف كنت أؤجل كتابة الخطة للانشغال، خصوصاً أن الرسم يأخذ مني وقتاً طويلاً، مضيفة «أثناء الحجر المنزلي بدأت في إعداد خطة المشروع وانتهيت منها، ولما عرضتها على الوالد تشجع على دعم المشروع مالياً، وإن شاء الله يرى النور قريباً بعد كورونا»، موضحة «أنا متشجعة على إعداده وتنفيذه، خصوصاً أنه حلمي منذ سنوات». أما عبدالمحسن الغامدي، فأوضح أنه دخل عدة مشاريع تجارية صغيرة، مثل محل للقهوة وكافتيريا صغيرة إلا أنها لم تنجح «واضطررت لإغلاقهما وحاولت الاتجاه إلى البحث عن وظيفة، إلا أني عندما رأيت في «اليوتيوب» برنامجاً تلفزيونياً يستمع للأفكار الشبابية للمشاريع التجارية الصغيرة ثم دعمها قررت الدخول في البرنامج في أول عودته بعد كورونا، وبدأت في كتابة مخطط لمشروع صغير». وتقول سهى الزهراني (بكالوريوس إدارة أعمال): «تخرجت قبل 3 سنوات ولم أتمكن حتى الآن من الحصول على وظيفة، وأثناء الحجر المنزلي مع أخواتي وإخواني في البيت، فكرت في مشروع تجاري صغير وهو إنتاج ملابس للأطفال الرضع (بربتوزات وطواقي وجونتيات وشراريب وغيرها) وبيعها عبر الإنستغرام، وشجعني أهلي على ذلك، وساهموا معي في رأس المال، وسوف أبدأ المشروع عقب انتهاء الجائحة مع أنني بدأت في التجربة ولكن بشكل جزئي». تعليقاً على تلك الأفكار الشبابية؛ أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور علي دقاق، أن بعض الشباب يبدأون مشاريعهم الصغيرة بتعجل دون تخطيط أو دراسة جدوى، ومثل هذه المشاريع غالباً مصيرها الفشل، مشيراً إلى أن دراسة الجدوى لا تحتاج إلى جهد إنما إلى تفكير وقراءة وفهم للفكرة قبل تنفيذها، مبيناً أن إقامة أي مشروع تجاري لا بد له من اشتراطات عدة؛ مثل: الفئة المستهدفة أو بمعنى السوق، الوضع القانوني والمالي، المشاريع المنافسة في نفس المجال أي البيئة المشتركة، الهيكل الإداري المقترح، إضافة إلى الرؤية والرسالة والهدف وفكرة مبسطة عن المشروع ومكان إقامته، ونقاط الضعف والقوة والفرص المتاحة. من جانبه، يؤكد رجل الأعمال الدكتور رشيد البيضاني، أنه في مقدمة المشجعين للشباب رواد الأعمال، مشيراً إلى أن الدخول في مجال المشاريع، وإن كانت صغيرة، يحتاج إلى تأنٍّ ودراسة وقراءة كثيرة ليكونوا أكثر فهماً لأغوار التجارة، منوها بأن رجل الأعمال الذي يدعم مشروعاً يضع عينيه صوب اتجاهين؛ الأول: نجاح من يقدم له الدعم، والثاني: إيجاد جيل مثقف تجارياً وليس عشوائياً، وأتمنى من الشباب عدم اليأس، فالنجاح الواحد لا يأتي إلا بعد فشل عدة مرات.