لا تزال الاحتجاجات في الولاياتالمتحدة والعالم على مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد تغطي على أنباء البحث عن لقاح وأدوية لمعالجة مرض كوفيد-19. وبالطبع فإن ذلك لا يعني توقف العلماء والمختبرات عن الأبحاث والدراسات والتجارب السريرية. لكن الإعلام الأمريكي يغرق أحياناً في محليته، لتوازنات خاصة بفئات الشعب الأمريكي وزعمائه السياسيين. وقد رصدت «عكاظ» أحدث التطورات في الجوانب الصيدلانية والإكلينيكية للحرب على فايروس كورونا الجديد في التقرير التالي: فيما أعلن ثلاثة علماء كتبوا دراسة عن نتائج التجارب السريرية حول العالم على عقار هايدروكسيكلوركين لمعالجة كوفيد-19، نشرتها الأسبوع الماضي مجلة «لانسيت» الطبية المرموقة، أنهم قرروا سحبها (الخميس)، بعد تشكيك 120 عالماً في مصادر معلوماتها؛ أعلن علماء جامعة أكسفورد (الجمعة) وقف تجارب سريرية، وصفت بأنها الأضخم عالمياً، على هذه العقار، بعدما أثبتت النتائج أنه لم يوفر أي نفع للمصابين بهذا الوباء المنومين في مشافٍ بريطانية. وقال رئيس فريق الدراسة البروفسور مارتن لاندراي إن التجارب التي تم استقطاب 1500 مريض متطوع لها في نحو 170 مستشفى في أرجاء بريطانيا، أثبتت «أن هذا (الهايدروكسيكلوركين) ليس علاجاً نافعاً». وطالب لاندراي الأطباء حول العالم بوقف تجربة هذا الدواء، محذراً من مضاعفاته الجانبية الخطيرة، كالصداع، والتقيؤ، واضطراب خفقان القلب. وقال لاندراي إن دواء الملاريا المذكور تم وصفه للمتطوعين لمدة 28 عاماً، فانتهى الأمر بوفاة 25.7% منهم، مقارنة ب 23.5% هي نسبة المتوفين من المرضى الذين خضعوا لأدوية أخرى. وقال أحد مسؤولي التجربة العلاجية المحاضر بجامعة أكسفورد البروفسور بيتر هوربي إنه اتصل (الجمعة) بمسؤولي منظمة الصحة العالمية ليطلعهم على نتائج التجربة. وزاد أنه نصح المنظمة بالتخلي عن مساعي تجربة هذا العقار. وقال: لقد أثبتت التجارب السريرية أن هايدروكسيكلوركين دواء غير فعال بالنسبة لمرضى كوفيد-19. وعلى رغم أنها حقيقة صادمة، إلا أنه أنها يجب ألا توقف المساعي للبحث عن أدوية مبشرة بقدر أكبر. وكانت منظمة الصحة العالمية استأنفت التجارب على هذا الدواء الأربعاء الماضي، بعدما أوقفتها إثر الدراسة المعيبة التي نشرتها مجلة «لانسيت»، وعاد مؤلفوها ليعلنوا سحبها. وذكرت أسوشيتد برس أمس (السبت) أن مراقبين مستقلين اجتمعوا الخميس الماضي للاطلاع على نتائج التجربة السريرية البريطانية. ونصحوا بوقفها، بعدما تأكد أن 80% من المرضى المستفيدين منها لم تتحقق لهم أية منفعة صحية. وتشرف المنظمة العالمية على تجارب سريرية على هذا الدواء تشمل 3500 مريض في أكثر من 35 دولة. وفي سياق ذي صلة؛ ارتفع سعر سهم شركة FSD Pharma- التي يوجد مقرها في فلادلفيا- بنسبة 324% الأربعاء الماضي، بعدما أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منحها إذناً لإجراء تجارب سريرية على دواء استخلصته من أعشاب القنب الهندي (البنقو) لمعالجة كوفيد-19. ويعتقد أن الدواء له قدرات مضادة للالتهابات. ولا يعتقد العلماء أنه يمكن أن يدمر الفايروس، لكنه يستطيع تهدئة العاصمة السايتوكينية التي يثيرها جهاز المناعة لمواجهة الفايروس. لكن موافقة الهيئة الأمريكية لا تعني السماح ببدء تجارب سريرية، إذ يتعين على الشركة تلبية عدد كبير جداً من الاشتراطات. ويباع هذا الدواء حالياً في إيطاليا فقط، تحت مسمى FSD-201، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة رضا بخاري، في تصريحات نشرتها صحيفة «فيلادلفيا إنكوايرار» أمس الأول.