أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جدلاً جديداً بإعلانه أنه يتعاطى أقراص دواء الملاريا هايدروكسيكلوركين، حتى يضمن عدم إصابته بمرض كوفيد-19. وسارع أطباء وعلماء وسياسيون في الولاياتالمتحدة ودول العالم إلى تحذير السكان من مغبة تناول هذا الدواء، الذي لم يثبت علمياً أنه قادر على معالجة كوفيد-19. وقال ترمب أمس الأول إنه يتناول هذا الدواء منذ نحو أسبوع، على رغم أن نتائج الفحوص التي أجريت عليه جاءت سالبة. ويعيد إعلان ترمب إلى الواجهة الحديث عن هذا العقار العتيق الذي وصفه ذات مرة بأنه «يمكن أن يغيّر قواعد اللعبة». وبعد الجدل الذي أثاره ذلك، أعلنت هيئات علمية في دول عدة أنها لم تكتشف أي مفعول سحري لهايدروكسيكلوركين، بل إنه أفضى إلى وفاة عدد من المرضى، وأصاب آخرين بتسارع في نبضات القلب. وقالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إنه ينبغي استخدام هذا العقار من خلال تجارب سريرية فقط، تخضع لمراقبة طبية صارمة، لأن من الثابت أن له أضراراً جانبية مؤكدة. وأضافت الهيئة أن الهايدروكسيكلوركين والكلوروكين يسببان اضطراباً في خفقان القلب. وقال ترمب (الإثنين) إن الدليل الذي يملكه على نجاعة الهايدروكسيكلوركين هو ما يتلقاه من محادثات إيجابية من أصدقائه بهذا الشأن. واتهم الجهات العلمية التي ترفض ترويجه للعقار بأنها معادية له. وذكر العلماء في أبريل أنهم أخضعوا 368 مصاباً في مستشفيات قدماء المحاربين، واتضح أن نسبة الوفيات بين من تعاطوا الهايدروكسيكلوركين، ومن تعاطوه مع المضاد الحيوي المسمى أذيثرومايسين أكبر ممن لم يوصف لهم. فقد توفي 27% ممن عولجوا من كوفيد-19 بالهايدروكسيكلوركين، فيما توفي 22% ممن وصف لهم العقار نفسه معززاً بالمضاد الحيوي المشار إليه. وذكرت «واشنطن بوست» أمس أن ترمب أبلغ عدداً من زوار المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بأنه على اتصال دائم مع عدد من الأطباء الذين يعرفهم شخصياً في نيويورك، ويناقش معهم الوباء ومحاولات علاجه. وقال ترمب للصحفيين (الإثنين) إنه تلقى عدداً من الرسائل من أشخاص حكوا له تجاربهم مع هايدروكسيكلوركين. وقال كبير الأكاديميين بمعهد القلب والشرايين بمستشفى كليفلاند الدكتور ستيفن نيسن أمس، إن من أخطر الأضرار التي يسببها هيدروكسيكلوركين أنه يحدث تغييرات كهربائية في القلب، تتسبب في زيادة الخفقان، وتسريع النبض، ما قد يؤدي الى الوفاة. وتشمل الأعراض الجانبية للعقار الدوار، والغثيان، وفقدان الشهية، والإسهال، والصداع، وفشل القلب، وتورم الأقدام، والتعب الشديد، وتضرر السمع، ومرض الكبد. وقالت زعيمة مجلس النواب نانسي بيلوسي لشبكة سي ان ان الليل قبل الماضي: ترمب رئيسنا. وأتمنى ألا يتناول شيئاً لم يقره العلماء. ويعتقد أن ترمب (73 عاماً) الذي كشف تعاطيه عقار الملاريا عمد إلى ذلك بعد تأكيد إصابة عدد من كبار موظفي البيت الأبيض بكوفيد-19. ونشر الطبيب الخاص للرئيس الدكتور شون كونلي (ليل الإثنين) مذكرة تشير إلى أنه ناقش هذا الموضوع مع ترمب، وإلى أنه يعتقد أن منافع الهايدروكسيكلوركين تفوق مخاطره. وقال ترمب إنه يتعاطى أيضاً دواء الزنك، وإنه لا يشعر بأي أعراض جانبية. وقال مذيع شبكة فوكس نيوز نيل كافوتو، بعد تقديمه تصريحات الرئيس، إن على المشاهدين الحذر من أن هذا العقار مميت، خصوصاً لمن يعانون مشكلات صحية. وسارع ترمب للإعلان عن أنه سيبحث عن منفذ إعلامي بديل، بسبب ما سماه «الناس المعادين لترمب». وأكد الدكتور كونلي أن ترمب يتمتع بصحة جيدة، ويخضع لاختبار كوفيد-19 بانتظام، وجميع نتائجها سالبة حتى الآن.