تخوض أكثر من 100 شركة أدوية حول العالم، سباقاً رهيباً مع الزمن للتوصل إلى لقاح يقي البشر شر (كوفيد-19). وتجمع التقديرات على أن الأمل بظهور اللقاح المنشود لن يتحقق قبل أقل من 9 أشهر. ويحذر الخبراء من أنه حتى التجارب السريرية مبشرة النتائج لا تضمن لقاحاً سحرياً قريباً؛ إذ إنه بعد انتهائها لا بد من مرور أشهر لمراقبة الأشخاص الذين تم إعطاؤهم اللقاح، لمعرفة تأثيراته. وما نعرفه حتى الآن أن شركة موديرنا الأمريكية بولاية ماساشوسيتس أعلنت الأسبوع الماضي أنها حصلت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لبدء مرحلة ثانية من التجارب السريرية على لقاح توصلت لصنعه. وأعلنت موديرنا أنها اتفقت مع شركة لونزا السويسرية المحدودة على إنتاج ما يصل إلى مليار جرعة سنوياً من اللقاح المرتقب. كما قالت شركة فايزر إنها تعكف على تصنيع لقاح قد يكون متاحاً بحلول سبتمبر. وهو الموعد نفسه الذي ذكرت جامعة أكسفورد البريطانية أنها ستتيح فيه لقاحاً ابتكرته. وقالت إنها ستقوم خلال أشهر الصيف بمزيد من التجارب لتقويم فعالية لقاحها. كما أن عملية تصنيع اللقاح تواجه عقبة كبيرة تتمثل في تضرر سلاسل الإمداد من جراء الإغلاق الناجم عن تفشي وباء (كوفيد-19). ويعتقد أن ذلك سيؤثر سلباً في عمليتي التصنيع والتوزيع. وتخشى منظمات المجتمع المدني أن تستأثر الدول الكبرى باللقاح، لأنها بحاجة إلى إعادة تشغيل اقتصاداتها. وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (السبت) أنها وافقت على جهاز جديد لفحص وجود فايروس كورونا الجديد. وذكرت أن الجهاز الذي صنعته شركة كويديل كورب، في سان دياغو، يكتشف سريعاً وجود بروتينات الفايروس في عينات يتم جمعها على مسحات يتم إدخالها في أنف المشتبه بإصابته. ومعروف أن الأجهزة المتاحة للفحص حالياً تستغرق وقتاً قبل ظهور النتيجة. وتقول الشركة إن جهازها قادر على إظهار نتيجة الفحص خلال 15 دقيقة. وعلى صعيد الأدوية؛ قال فريق من أطباء مستشفى سان رفائيل في ميلانو بإيطاليا إنهم اكتشفوا تحسن مرضى كورونا بنسبة 70%، بعدما عالجوهم بعقار مخصص لالتهابات المفاصل. وأضافوا أنهم وصفوا عقار كينريت (أناكارينا) لمرضاهم، فتحسنت أعراض ضيق التنفس، وتضاءلت الالتهابات في أجسامهم. وقال خبراء إن نتائج الدراسة الإيطالية مثيرة، لكن من السابق لأوانه الجزم بجدوى العقار المذكور. وأوضح الأطباء الإيطاليون أنهم أخضعوا 29 مريضاً لهذا الدواء، وقارنوهم ب16 مريضاً لم يمنحوا الدواء المشار إليه. وأضافوا أن 56% من المرضى الذين تناولوا كينريت كتبت لهم الحياة. وزادوا أن هذا الدواء أثبت فاعليته في تهدئة «العاصفة السايتوكينية»، التي تنشأ حيث يقوم جهاز المناعة بهجمات ضارية ليس على الفايروس الدخيل فحسب، بل على خلايا الجسم نفسه. وأوضحوا أنهم أعطوا المرضى قيد الدراسة دواء كينريت بحقن وريدية، علاوة على الهايدروكسيكلوركين، ودواء آخر للإيدز يسمى لوبينافي/ ريتونافير. وفي سياق ذي صلة؛ أشارت دراسة جديدة إلى أن استخدام مرققات الدم يحسن فرص نجاة مرضى كورونا المستجد من الموت بنسبة تصل إلى 50%. وذكر العلماء الذين أجروا الدراسة في مستشفى جبل سيناء في نيويورك أن فرص الحياة لدى المرضى الخاضعين لأنبوب التنفس الذي يوضع في الأنف تحسنت بنسبة 130% بعد وصف أدوية مرققة للدم لهم. وأضافوا أن 62.7% من المرضى الذين لم يوصف لهم هذا العقار توفوا، في مقابل نسبة وفاة لا تتجاوز 29.1% لدى من تعاطوه.