عندما أدى الزعيم الإخواني الماليزي أنور إبراهيم صلاة الجمعة مع رئيس النظام الإخواني أردوغان في 22 يونيو 2018 في مسجد «مال تبه» بإسطنبول في أول زيارة له بعد العفو الملكي الذي أدى لخروجه من السجن، التقى الاثنان زعيم الإخوان المسلمين القرضاوي في نفس الزيارة وتمت إعادة ترتيب أوضاع البيت الإخواني في شرق آسيا وتحديدا ماليزيا، في مرحلة ما بعد فوز مهاتير في الانتخابات البرلمانية، ووضع الخطط لاتفاق تقاسم السلطة بين مهاتير محمد وأنور إبراهيم، بحيث يحكم مهاتير لمدة سنتين ويعقبه أنور كرئيس للوزراء لسنتين مماثلتين. وعندما زعم أنور إبراهيم في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول الأردوغانية أن تركيا ممثلة بأردوغان هي «صوت الضمير بالنسبة إلى العالم الإسلامي»، على حد زعمه، فإنه اعتمد في تلك اللحظة ترتيبات الانقلاب على مهاتير قبيل إنهاء فترة حكم مهاتير (السنتين)، وتم طرح اسم وانا عزيزة زوجة أنور إبراهيم كمرشحة لمنصب نائب رئيس الوزراء، بحيث تتولى مؤقتا منصب رئيس الوزراء ريثما يتم إنهاء الإجراءات القانونية لتسلم أنور السلطة كرئيس لوزراء ماليزيا مطيحا بمهاتير ومعلنا استحكام قبضة الإخوان على ماليزيا امتداداً لتركيا وقطر وإيران التي لعبت على وتر المصالح وليس الفكر الطائفي. ولكن الرياح لم تجر بما تشتهي رغبة الإخوان فلقد انقلب السحر على الساحر وخسر مهاتير منصبه وخرج ذليلا من الحكومة والحزب، وطار منصب نائب رئيس الوزراء على زوجة أنور إبراهيم الذي بقي وحيداً يجر أذيال الخيبة والألم والحسرة بعد أن انقلب عليه صديق الأمس مهاتير للمرة الثالثة، وأصبح ينتظر المدد من تنظيم الإخوان العالمي وسيده أردوغان الذي ما زال تحت تأثير صدمة انهيار مشروع الإخوان الظلامي الذي حاول نسجه في ماليزيا التي رفضت الإخوان قولا وفعلا. ومن المبكر التفكير حول طبيعة تحرك التنظيم الدولي للإخوان في هذه المرحلة في ماليزيا، خصوصا أن عودة مهاتير محمد إلى الحكم عام 2018 كانت مهندسة من قبل الإخوان، وبدت الأمور أكثر وضوحا عندما استضافت كوالالمبور أواخر العام الماضي قمة إسلامية لتدمير الأمة بحضور قادة الفكر الإخواني والظلامي، وهم ما تم الاتفاق عليه بين مهاتير وأردوغان عام 2019 خلال زيارته إلى أنقرة وهندسة مشروع القمة الإسلامية التآمرية ضد الأمة الإسلامية؛ التي أسس لفكرتها أنور إبراهيم مع زعيم الفتنة الإخواني يوسف القرضاوي بتمويل من نظام الحمدين، خصوصا أن ماليزيا احتضنت عددا من مؤتمرات التنظيم الدولي للإخوان بشكل سري قبيل انعقاد قمة كوالالمبور. ماليزيا خلال قرابة العامين من حكم مهاتير محمد صارت امتدادا لتيار إخواني متكامل شمل إلى جانب ماليزيا كلا من تركيا وقطر وإيران الداعمة لهذا التوجه. وفي نظر مراقبين للمشهد السياسي في ماليزيا فإن هناك رأيا عاما في ماليزيا يرفض أي ميول أو اتجاهات باتجاه الإسلام السياسي، ولهذا لم يكن في مسار السياسة الماليزية أن تنحرف البوصلة باتجاه تركيا وإيران وقطر إلا بسبب دعم التنظيم الإخواني العالمي والنظام التركي والقطري.. القصة لم تنته بعد.. غدا نستكمل..