للمرة الثانية خلال 24 ساعة، أقر نظام أردوغان بالتورط في الحرب الليبية لصالح مليشيا الوفاق. وبعدما شنّ قائد الجيش الليبي خليفة حفتر هجوماً حاداً على الرئيس التركي، متهما حكومة الوفاق ببيع ليبيا ل«المستعمر»، ردت أنقرة، أمس (الأحد)، مجاهرة بأنها استطاعت بقوتها تغيير الموازين في ليبيا. وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، لقناة محلية تركية: «خطوات تركيا في ليبيا غيرت الموازين»، مدعياً أن الحل الوحيد هو الحل السياسي، فيما لا تزال أنقرة تحشد لدعم فصائل ومليشيا حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي، عبر إرسال مزيد من المرتزقة السوريين. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ارتفاع عدد المرتزقة في ليبيا إلى 10100 مقاتل بعد وصول دفعة جديدة قوامها 500 مقاتل. وأكد وصول دفعة جديدة من عناصر الفصائل السورية الموالية لأنقرة، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب «الوفاق»، بينهم مجموعة غير سورية، في حين بلغ عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 3400 مجند. وأكد وجود نحو 200 طفل تراوح أعمارهم بين ال16 وال18 غالبيتهم من فرقة «السلطان مراد»، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، بحسب ما أكد المرصد. ورغم مشاركتها وتوقيعها على اتفاق برلين في يناير الماضي، الذي شدد على حظر توريد السلاح إلى ليبيا، ووقف دعم أي أطراف داخلية في الصراع الليبي أو التدخل في شؤون البلاد، تواصل تركيا إغراق ليبيا بالمرتزقة للقتال إلى جانب حليفتها حكومة الوفاق. وعبرت واشنطن، أمس الأول، عن خشيتها من التأزم العسكري الحاصل في ليبيا، وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس دونالد ترمب أعرب عن قلقه، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي، إزاء تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا، مطالبا بضرورة التهدئة السريعة.