يتواصل الماراثون الدولي في سباق مع الزمن للخروج بدواء ناجع، أو لقاح يجنب الإنسانية شرور جائحة كوفيد-19. وأبدت شركات العقاقير والأبحاث الطبية ارتياحاً كبيراً لقرار زعماء الاتحاد الأوروبي، الذي سيتخذ في مؤتمر يعقد اليوم عبر الفيديو، التعهد بتوفير 7.5 مليار دولار، في سياق تحالف عالمي للحرب على مرض كورونا المستجد. وقال قادة فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنرويج، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مقال نشر في الإنترنت الليلة قبل الماضية، إن الجائحة «سببت دماراً وألماً في جميع أرجاء العالم». وأكدوا أن محاربة فايروس كورونا الجديد تتطلب أن يتّحد العالم كأحسن ما يمكن، للوصول إلى أمصال وأدوية وعلاجات «نحتاج إليها ليصبح عالمنا صحياً مرة أخرى». وأكدوا تمسكهم بتأييدهم لمنظمة الصحة العالمية. وفي واشنطن، حصلت مجموعة روش القابضة المتخصصة في صنع الأدوية على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على جهاز اخترعته لفحص وجود الأجسام المضادة لكوفيد-19. وتحرص الحكومات على معرفة عدد أو نسبة سكانها الذين تعرضوا لفايروس كورونا الجديد، وتعافوا منه، وأضحت لديهم مناعة منه. وإزاء عدم التوصل حتى الآن لدواء أو لقاح لكوفيد-19؛ فإن هناك- طبقاً لبلومبيرغ أمس (الأحد)- أكثر من 100 برنامج لتطوير أدوية واختبار مفعولها. وتشمل تلك البرامج جميع النواحي، من العقاقير المضادة للفايروسات، إلى البلازما التي تحتويها الأجسام المضادة لدى المتعافين، وحتى محاولات الصين لتوظيف طبها العشبي لتوفير علاج. وفي لندن، انضمت أمس شركة بريطانية - نرويجية صغيرة، لا يزيد عدد موظفيها على 38 شخصاً، إلى سلك الشركات التي تدعي ريادة في علاج كوفيد-19. وأعلنت شركة بيرجنبيو BerGenBio التي تتخذ مدينة أكسفورد مقراً أنها طورت قرصاً يؤخذ يومياً قادراً على تحقيق التعافي المنشود. وأشارت إلى أن دواءها، المسمى بمسنتنيب، الذي طُور أصلاً لعلاج السرطان، يحارب فايروس كورونا الجديد بإعاقته عن التسلسل إلى خلايا المصاب، ومنعه بالتالي من تعطيل أحد أهم آليات نظام المناعة البشري. وقالت الشركة إنها حصلت على موافقة استثنائية من الحكومة البريطانية لبدء تجارب سريرية على هذا العقار على مرضى في مستشفيات الخدمة الصحية الحكومية. وأكد مدير الشركة ريتشارد غودفري لصحيفة «ميل أون صنداى» أنه «متفائل جداً» بأن القرص سينقذ أرواحاً. وأضاف أن نسبة ترجيح نفع القرص تصل إلى 80%. غير أن نتائج التجارب السريرية التي أجريت بعد الموافقة على استخدام دواء ريمديسيفير، الذي أنتجته شركة غلياد الأمريكية لمعالجة فايروس إيبولا، وما تردد عن نجاحه في إنقاذ حياة مصابين في حالات حرجة، لم تثبت تأثيراً يذكر من حيث عدد الوفيات بين من أخضعوا للدواء. فقد توفي 8% ممن أعطوا هذا الدواء، بينما توفي 11% من المرضى الذين لم يعط لهم. وهو فارق ضئيل ليس كافياً لإقناع العلماء بأن هذا الدواء سيترك أثراً، أو «يغير قواعد اللعبة»، على حد تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. لكن غودفري قال للصحيفة: إننا نتوقع شيئاً أكبر، مختلفاً عن كل شيء آخر تمت تجربته. إن دواءنا يحرم الفايروس من الحياة. وأضاف أن دواء شركته أثبت خلال التجارب المخبرية «تأثيرات كبيرة جداً تقزّم ما رأيته عن العقاقير الأخرى». وأوضح أن الدواء أثبت فعاليته في نحو 300 مصاب بالسرطان، وأن سجل أمانه جيد، ويسهل نسبياً تصنيعه.