لا يزال العالم يبحث عن دواء ناجع لمرض كورونا المستجد. وفي غياب ذلك الاكتشاف، تتواصل تجارب أدوية تمت إعادة توجيهها على أمل أن تهزم الفايروس. ويتحدث علماء مدنيون وعسكريون عن محاولات طموحة لإيجاد مطهّر يقتل الفايروس في الجسم. «عكاظ» ترصد أحدث الأبحاث والتطورات في سياق البحث عن دواء ولقاح: تقدم وزير الصحة البريطاني ماثيو (مات) هانكوك أمس الأول (الجمعة) صفوف المتبرعين ببلازما الدم، في مسعى بريطاني جاد لكبح الفايروس الذي قتل أكثر من 26 ألفاً من البريطانيين. وسيتم إعطاء بلازما من دماء المتعافين المتبرعين لمرضى كورونا في مستشفى غاي آند سانت توماس في لندن. ويعتقد العلماء أن بلازما دم المتعافين يمكن أن تعزز مناعة المصاب ليصارع المرض. ويستخدم الجزء السائل من الدم، ويسمى بلازما النقاهة، منذ نحو قرن في معالجة الالتهابات الأخرى. ويتم حقن هذا السائل في جسم المصاب. وقال مسؤولو المستشفى إن لديهم مخزوناً من البلازما يكفي لمعالجة 143 مريضاً، وسيبدأون عمليات نقل هذا الدم في غضون أسابيع. وإذا ثبت نجاح البلازما في كبح فايروس كورونا الجديد فسيتم استخدام هذه الطريقة على نطاق واسع في بريطانيا. وسجل أكثر من 6500 شخص أسماءهم للتبرع بالبلازما. ويشترط أن يكون قد مضى على تشخيص الإصابة نحو 29 يوماً للتبرع بالبلازما. وتستخدم آلة لسحب الدم، وتدويره وسحب بلازما النقاهة منه، ثم إعادة البلازما الطبيعية وخلايا الدم إلى جسم المتبرع. وتقوم نظرية هذا العلاج على أن الأجسام المضادة تتكون لدى المتعافي، ويختزنها الجسم ضمن بلازما الدم الطبيعية، وتصبح جاهزة لمكافحة الفايروس إذا شن أية هجمة مرتدة. ويشرف على التجربة استشاري طب العناية المكثفة الدكتور مانو شنكار، وعدد من علماء جامعة كامبريدج، وخبراء الدم وزراعة الأعضاء بالخدمة الصحية البريطانية. وقد استخدمت بلازما النقاهة بنجاح في مكافحة فايروسي «سارس» و«ميرس» في 2003 و2012. وقد تم استخدامها لعلاج كوفيد-19 في ووهان بالصين، ونيويورك. وفي تطور واعد آخر، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على تخويل استخدام عقار ريمديسيفير، الذي انتجته شركة غلياد الأمريكية لعلاج فايروس حمى الإيبولا، لتحسين صحة المصابين بكوفيد-19، في أعقاب نتائج مشجعة لتجارب سريرية. وأعلنت الهيئة أن العقار سيقتصر على مرضى كورونا الذين يرقدون في المستشفيات، ويعانون ضيق التنفس. وكانت آخر النتائج أظهرت أن المرضى الذين تم حقنهم وريدياً بهذا العقار تعافوا خلال 11 يوماً. وكانت الهيئة الأمريكية وافقت سابقاً على إمكان استخدام عقاري هايدروكسيكلوروكين والكلوروكين، اللذين أنتجا أصلاً لمعالجة حمى الملاريا، في الحرب على فايروس كورونا الجديد. غير أن علماء جامعة هارفارد خلصوا نهاية الأسبوع، في دراسة، إلى أن الهايدروكسيكلوروكين قد يخل بنظام المناعة لدى المصابين. وذكرت الدراسة أن التجارب السريرية التي أجريت بهذا العقار لم تتم بشكل علمي سليم. وكان أطباء مشافي نيويورك قالوا الأسبوع الماضي إن العقار المذكور لم يحسن حالات 600 مريض تم علاجهم به. وقال علماء هارفارد إنهم توصلوا إلى تلك الخلاصة بعد درس نتائج 10 تجارب سريرية بهذا الشأن. وفي سياق متصل، أعلن استشاري أمراض القلب بجامعة نورثويسترن الأمريكية الدكتور روبرت بوناو (الجمعة) أن أكثر من 90% من نحو 90 مريضاً أخضعوا للهايدروكسيكلوروكين أصيبوا بخلل في ضربات القلب. وحذر من أنه إذا بقي هذا الاضطراب فترة أطول فسيؤدي إلى نوبات قلبية قاتلة. دراسات حول مضاد حيوي مقاوم للالتهابات الرئوية في دراسة قام بها أطباء المستشفى الوطني البريطاني لأمراض وجراحات الأعصاب، ذُكر أن كوفيد-19 قد يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بالجلطة الدموية، وإغلاق شرايين الدماغ، ما يؤدي إلى جلطات دماغية. وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة الأعصاب وجراحة الأعصاب وعلم النفس البريطانية إلى أن هذه الملاحظات تم استخلاصها من رصد 6 مرضى منومين مصابين بالفايروس. لكن ضآلة عددهم تجعل من الصعب تعميم هذه الفرضية من دون تجارب سريرية موسعة. وأشارت دراسة أخرى في بريطانيا أمس إلى أن بالإمكان استخدام مضاد حيوي تم صنعه لمقاومة التهابات الرئة لمعالجة الالتهاب الرئوي الناجم عن فايروس كورونا الجديد الذي يضطر المصابين إلى الخضوع لأجهزة التنفس الاصطناعي. وأكدت الدراسة أن هذا المضاد الحيوي نجح في مكافحة الالتهاب الرئوي لدى فئران المختبر والخلايا البشرية التي تمت زراعتها في المختبر. وأضافت أن من شأن استخدامه في هذه الجائحة أن يخفض عدد الوفيات، لقدرته على مكافحة الالتهابات التي تصيب القصبة الهوائية لدى مصابي كوفيد-19. ويسمى هذا المضاد الحيوي eCAP.