لم يسبق، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أن وضع العالم كله في حالة خوف وترقب، وطوارئ واستنفار وقلق، يشمل كل الكرة الأرضية تقريبا، ويحيل الحياة فيها إلى ركود وتدهور صحي واقتصادي كاسح، كما يحصل الآن، بفعل تفشي وانتشار فايروس كورونا القاتل. أصبح انتشار هذا الفايروس يمثل وباء عالميا، بحسب بيان منظمة الصحة العالمية الصادر يوم11 مارس 2020م. لقد اجتاح العالم، ابتداء من شهر ديسمبر 2019م، منطلقا من الصين. وداهم، حتى الآن، حوالى ثلاثة ملايين شخص، وقتل أكثر من 200 ألف شخص، في 182 دولة. وتذكر هذه الجائحة وتداعياتها بعدة حقائق، منها: أسلحة «الدمار الشامل» الفتاكة، التي تمتلكها بعض الدول الآن، وتحتفظ بمخزون ضخم منها. ولو تسرب، أو استعمل، جزء بسيط من هذه الأسلحة، فستحدث في العالم كوارث تشبه كارثة كورونا أضعافا مضاعفة. إن ما تمتلكه الدول العظمى والكبرى من أسلحة الدمار الشامل، بأنواعها الثلاثة، في ترساناتها، يقدر بآلاف الأطنان من هذه الأسلحة. وهى كميات ضخمة تكفي لتدمير كل العالم مرات ومرات.. فعلى سبيل المثال فقط، فإن ما لدى هذه الدول من أسلحة بيولوجية يكفي لقتل كل سكان الأرض ثلاث مرات. *** وفى كل الأحوال، فإن هذه الأسلحة موجودة في مخازن هذه الدول.. وقابلة للتسريب (المقصود وغير المقصود) أو الاستخدام الفعلي. إن فايروس كورونا هو فقط أحد الفايروسات القاتلة. وما خفي بالمخازن والمعامل أعظم. وهذه الحقيقة المرعبة تدفع لضرورة مسارعة المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم تكرار هذه الجائحة.. عبر استحداث مصل وعلاج لها، سواء كانت طبيعية أو مصطنعة، وبذل جهود أكبر لحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، رأسيا وأفقيا. إضافة إلى ضرورة فرض القيود اللازمة على الأبحاث البيولوجية، وما يجري في المختبرات المشبوهة. إن ما جرى أصلا بالصين (التي تنافس الآن على مكانة الدولة العظمى) ينبغي أن يدرس ويحلل بعناية ودقة. وما زالت الصين ودول أخرى تحاول التوصل لمعرفة التركيب الحقيقي للحمض النووي لفايروس كورونا الجديد، ومن ثم إيجاد مصل وعلاج لهذا الوباء الخطير. والسؤال الأول والأهم الذى يجب طرحه هنا هو: هل فايروس كورونا الجديد وجد في الطبيعة، ولتوفر «بيئة» حاضنة مناسبة له، أم أنه فايروس من صنع الإنسان، ومخلق صناعيا في المعامل البيولوجية؟! وهناك اتهامات غربية جادة للصين بأنها المسؤولة عن تفشي كورونا، صدرت عن كثير من الزعماء الغربيين، ومنهم الرئيس الأمريكي ترمب، ووزير الخارجية البريطاني، وغيرهما. بينما تنفي الصين بقوة أي مسؤولية لها عن انتشار هذا الوباء. **** هناك احتمالان رئيسان إذن. والذي يجعل البعض لا يستبعد الاحتمال الثاني هو: ما قيل بأن هناك أربعة أحماض نووية من فايروس الإيدز تم اكتشافها في فايروس كورونا الجديد. وأيضا وجود مختبر كبير للأبحاث البيولوجية قرب مدينة ووهان. وذلك قد يعني أن هذا الفايروس صنع معمليا. ولكن، حتى الآن، لا يمكن لأحد الجزم بأن أحد الاحتمالين هو الأصح، لعدم توفر المعلومات والأدلة الكافية. وإن كان الاحتمال الثاني هو الأصح، فإن هناك أيضا احتمالين بشأن انتشار هذا الوباء بالصين أولا: إما أن تكون جهة معادية للصين قد صنعته، ثم نشرته في منطقة ووهان الصينية.. بهدف شل حركة الصين، وعزلها صحيا، ومن ثم اقتصاديا، وتعطيلها ووقف ازدهارها، ولو مؤقتا. وإما أن يكون هذا الفايروس خلق اصطناعيا في معامل من قبل الصين نفسها، واستحدث كسلاح بيولوجي. ثم تسرب شيء منه.. فنشر المرض والذعر والموت، في الصين والعالم. لذا فإن هذا الحدث يستحق أن تشكل له لجنة دولية متخصصة لمعرفة حقيقة ما حصل. **** هناك، ولا شك، أسئلة عدة مهمة، يتصدرها السؤال الأهم المذكور أعلاه. إن كان الفايروس مسربا: كيف تم تسريبه، ومن سربه؟! وماذا يجب على العالم أن يعمل، لضمان عدم تكرار ما حدث، وغير ذلك من الأسئلة الملحة، التي ينتظر العالم، على أحر من الجمر، إجابات شافية عنها. وذلك يحتم ضرورة إجراء تحقيق دولي نزيه وموسع فيما حدث. لقد ساهمت جائحة كورونا في كشف قدر من الجزء القبيح والسلبي من وجهي النظامين العالمي والإقليمي القائمين. إذ بينت عدم استعداد أغلب دول العالم، وخاصة المتقدمة، لمواجهة هكذا أزمات بفعالية، ناهيك عن التنبؤ بوقوعها، ومعرفة مصدرها الحقيقي. كما وضحت ضعف التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة الأوبئة عالمية الانتشار. وقد تكشف هذه الأزمة أيضا عن جرم مشهود، ارتكب ضد كل البشرية. إن لجنة دولية متخصصة، بتكوين مناسب واختصاصات محددة، لا بد أن تكشف للعالم حقيقة ما حدث. وبعدها يكون لكل حادث حديث. * كاتب سعودي [email protected]