ما زال شبح كوفيد 19 يخيم بظلاله على دول العالم، فمثل سقوط جدار برلين أو انهيار الاتحاد السوفيتي، بات فايروس كورونا من الصعب تخيل عواقبه أو تصور كيف سيغدو شكل العالم بعد انتهاء الأزمة الوبائية التي شلت المجتمع الدولي. وبحسب رواية خبراء صينيين، فإنهم يرون قصة نجاح متكاملة الأركان في التعامل مع الوباء العالمي؛ باعتبار بكين قدمت نموذجا طبيا ومجتمعيا مبنيا على الاحتراز والتحوط والاستباق والسرعة، على عكس بعض النماذج التي اتسم رد فعلها بالتردد الذي فاقم الأزمة ووسع دائرتها وأدخلها في نفق مظلم. إلا أن خبراء غربيين يشككون في النظرية الصينية لكيفية التعامل مع الجائحة خصوصا إخفاء الإحصاءات والأرقام الحقيقية عن المصابين والموتى في ووهان بعد الإعلان الأخير الذي وضع علامات استفهام كبرى. لقد تعاملت بكين بمسؤولية منذ ظهور الوباء عبر توظيف جميع القدرات الهائلة التكنولوجية والصحية والإجرائية والبشرية للحد منه والسيطرة عليه.. صحيح أن كوفيد 19 حمل الجنسية الصينية وانتشر في العالم، وبغض النظر عما يدور في أروقة ودهاليز العالم عن حجم الذين توفوا في الصين؛ إلا أن الفكر الصيني تمكن خلال أقل من 3 أشهر من إنقاذ البلاد من الانهيارالكامل. الصين كانت خط الدفاع الأول، فلو فشلت في احتوائه في معقله لكانت مضاعفات الفايروس أخطر بمئات المرات مما نراه اليوم، رغم أن خبراء غربيين ينسجون نظريات المؤامرة، بأن الصين وراء انتشار الفايروس، وهو ما تنفيه بكين. إلا أننا لا نستطيع أن نخفي أن خطورة الفايروس تجاوزت نطاق الإجراءات والتأثيرات الصحية إلى مجالات أوسع، إذ تحولت الأزمة الصحية إلى أزمة اقتصادية عالمية لا تقل خطورة عن الأزمة المالية في 2008. ولكن السؤال: هل الصين فعليا نجحت في مواجهة أكبر حرب فايروسية في تاريخ البشرية؟ الإجابة المؤكدة تنتظر انتهاء الجائحة وحصر الخسائر، ومن هم الذين سيدون التاريخ أسماءهم في قائمة المنتصرين طبيا واقتصاديا. لكن المؤكد أننا نتمنى أن ينتصر العالم برمته على الوباء القاتل، لأن القضية لم تعد نجاح دولة أو إخفاق أخرى، كون انتصارالعالم على الجائحة هو انتصار للإنسانية والبشرية.