أثار اغتيال القيادي في مليشيا «حزب الله» محمد علي يونس، في جنوبلبنان، العديد من التساؤلات حول من يقف وراء الحادثة، وهل هي إسرائيل، أم أنها عملية تصفية داخلية؟. وقد عثر على يونس بعد ظهر أمس (السبت)، جثة هامدةً داخل سيارته على الطريق الواصل بين بلدتي قاقعية الجسر وزوطر الغربية، مصاباً بطلقات نارية عدة وطعنات سكين. وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية، أنه ليست هنالك معلومات إضافية حول كيفية مقتله، فيما كشفت مصادر أخرى أن القتيل القيادي من بلدة «جبشيت» وكان مسؤولا عن ملاحقة «العملاء والجواسيس». وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق، وأوقفت «ع. ف.ا»، كمشتبه به. ونعت المليشيا يونس فيما اعتبر دليلا على أن خلفيات القتل تتعلق بعمله الأمني في الحزب. وبحسب معلومات أولية، كان يونس داخل سيارة وبرفقته شخص آخر، ووجد جثة في سيارته في منطقة قعقعية الجسر في الجنوب. وتحدثت معلومات عن أنه هو من قتل أنطوان الحايك قبل أيام المتهم بالعمالة لإسرائيل، في منطقة المية ومية. وبحسب مصادر مقربة من «حزب الله»، فإن الشخص الآخر لم يمت وتم استجوابه، وخلال الاستجواب قال إنه تمت مطاردتهم في السيارة قبل قتله. وكشفت معلومات أخرى أن القيادي في حزب الله كان مكلفاً من قبل إيران أيضاً، بكشف شبكة العملاء واختراق «حزب الله» استخباراتياً، وهو من الدائرة القيادية الثانية حول الأمين العام للمليشيا حسن نصرالله. ورجحت هذه المصادر احتمال اغتياله من قبل إسرائيل، إلا أنها لم تستبعد التصفيات الداخلية، لافتة إلى أن عملية الاغتيال تمت في النبطية جنوبلبنان. ونقل موقع «جنوبية»اللبناني عن مصادر وصفها بواسعة الاطلاع، قولها: إن يونس لديه مسؤولية مهمة في ما يسمى «المقاومة الإسلامية»، ويعمل منذ فترة على «ملف حساس» من دون تحديد طبيعة هذا العمل الذي يقوم به ولكن له «مواصفات أمنية». وأضافت أنه كان في مهمة ملاحقة لأحد الأهداف يرافقه عنصر في الوحدة نفسها عندما وقعا بكمين محكم في وادي زوطر نفذته ثلاث سيارات إحداها «جيب». وقد سدت أمامهما المنافذ وتم استهداف يونس ومرافقه بالرصاص فمات على الفور، بينما أصيب مرافقه ونقل إلى المستشفى، وهو الشخص نفسه الذي تم الظن به خطأ أنه القاتل وفق المعلومات. واعتبرت المصادر أن مقتل يونس عملية موصوفة، وأن قوة من «المقاومة الإسلامية» طوقت المكان ولديها خيوط سابقة متعلقة بالملف الحساس الذي يشغله. وترجح المعطيات لدى «حزب الله» أن يكون اغتيال يونس من تدبير الموساد الإسرائيلي وعملائه.