فيما يكافح العالم جائحة كورونا (كوفيد - 19)، أخذ أبو عبدالرحمن (والد توحدي) على عاتقه توعية ابنه، وتبسيط الوضع الراهن له، ومساعدته في استيعاب الإجراءات الاحترازية، بالرغم من ضعف قدرة أطفال التوحد على الاتصال بالمحيطين بهم وتطوير العلاقات المتبادلة معهم. «ابني عبدالرحمن هو معلمي، تعلمت الكثير من هذا الطفل».. هكذا وصف عادل الدريبي علاقته بابنه (12 عاما)، عشية اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد. ويتحدث الدريبي ل«عكاظ»: «كل الأطفال في الدنيا يتعلمون من ذويهم، إلا ابني عبدالرحمن هو من استطاع أن يعلمني الصبر والابتسامة والأمل، ولو عادت بي الأيام وخيرت لاخترت ابني عبدالرحمن، فهو غذاء روحي». وأضاف الدريبي: «أتمنى من المجتمع ألا يشفق على أطفال التوحد، بل يتعامل معهم بكل بساطة ويفهم الطرق السليمة للتواصل معهم ولا يشعرهم بأي نقص، كما أن ذويهم لا يحتاجون إلى الشفقة عليهم بل يحتاجون إلى أن يكون المجتمع شريكاً معهم في تطويرهم وتأهيلهم». وأردف الدريبي: «تعامل الحكومة السعودية مع هذه الفئة وغيرها من فئات ذوي الهمم يذكر فيشكر، إذ قدمت لهم التسهيلات والجهود غير العادية بدعمهم بالمراكز الخاصة وتوفير التجهيزات لهم، وغيرها الكثير». بينما أكدت من جهتها مديرة العلاقات العامة بمركز التوحد الأول بجدة سارة الصبيعي أن الاحتفال باليوم العالمي للتوحد هذا العام تزامن مع الأوضاع الاحترازية التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ظل الأزمة العالمية بسبب فايروس كورونا، ومع حلول شهر أبريل (شهر التوعية باضطراب التوحد) الذي يوافق الثاني منه اليوم العالمي للتوحد، تنامي عدد المصابين بالتوحد وفقاً للتقديرات العالمية، إذ إن الإحصاءات لعام 2020 تشير إلى أنه في كل 54 مولوداً يوجد طفل مصاب بالتوحد، وقد أعلن المركز الأمريكي CDC في آخر إحصاء زيادة معدلات الإصابة بالاضطراب، وهذه الزيادة تفرض حتمية وضع المزيد من السياسات والأدلة الإجرائية والتأكد من تطبيقها، ومتابعة جودة مخرجاتها للتعامل مع هذا الازدياد المتنامي. وأضافت الصبيعي: «حرص مركز التوحد الأول بجدة منذ تأسيسه على قضية التوعية المجتمعية؛ لأن الوعي باضطراب التوحد يساعد في تبني ورعاية القضايا التي تسهم في دعم المصابين بالتوحد وتمكينهم من المشاركة الفعالة، ودمجهم في المجتمع بما يحقق لهم الذات ودعم قضيتهم وحقهم في الحياة». وأشارت إلى حرص المركز على الاستمرار في برامجه التوعوية التي كانت هذا العام تحت شعار «خليك بالبيت وتعرف علينا»، من خلال الدورات التدريبية عن بعد والاستشارات الأسرية واللقاءات الإعلامية وسلسلة من المعلومات العلمية الثقافية وغيرها الكثير طوال شهر أبريل عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ سعياً لتحسين جودة الحياة من أجل التوحد. وبينت أنه انطلاقاً من حرص الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية، ممثلة بمركز التوحد الأول بجدة، على الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية التي تضعها الدولة؛ أطلقت الجمعية حملة التوعية والوقاية من فايروس كورونا (كوفيد-19) وذلك بتقديم وسائل الدعم كافة وتطبيق آليات العمل عن بعد واستخدام الوسائل والتطبيقات الإلكترونية في ممارسة الخدمات وضمان سير العمل بجودة عالية. وتماشياً مع القرارات الرسمية بشأن تعليق الدراسة حرص مركز التوحد الأول على تحديد سبل فعالة لمتابعة العملية التعلمية لطلاب التوحد خلال فترة تعليق الدراسة المقررة من الدولة، وقد تم تفعيل البدائل الإلكترونية وتطبيق التقييم والمتابعة عن بعد فيما يتعلق بالخطط الفردية لطلاب التوحد، إضافة إلى برنامج التعليم المنزلي عن بعد لطلاب المركز وبرامج تعديل السلوك من قبل المعلمات والأخصائيات أسبوعياً من خلال قنوات الاتصال الإلكترونية المعدة من المركز بالتزامن مع برنامج منصة ينمو لتدوين استجابات الطلاب بإشراف مباشر من المشرفات والإدارة التعليمية، إضافة إلى أنه تتم عملية التقييم والمتابعة عن بعد لطلاب المركز من خلال تطبيق الأسرة دور المعلمة في تحقيق أهداف الخطة التعليمية، وعمل الكادر التعليمي على متابعة استكمال الخطط الفردية وتقديم وسائل الدعم الأسري كافة.