سألت صديقة أمريكية تقيم بإحدى ضواحي سان فرانسيسكو عن أحوالها وأسرتها فأجابت بأنها تعاني مع ابنتها من السعال وضيق التنفس لكن السلطات الصحية أمرتها بأن تلزم بيتها ما دامت لا تعاني من ارتفاع درجة الحرارة ! سألتها عن أحوال المدينة وضواحيها التي أعرف طرقاتها وأسواقها جيدا، فأجابت بأن الناس أصابهم الذعر ويخزنون الأطعمة والمناديل وأنها تجد ذلك سخيفا جدا ! لوهلة تخيلت المشهد، هذه الأماكن كانت دائما نابضة بالحياة اللامعة، وأسواقها عامرة بأصناف البضائع والأطعمة حتى أنك تشعر بأنه المكان المثالي على وجه الأرض، واليوم تكاد تكون أحد مشاهد أفلام نهاية العالم الهوليوودية عندما ينهار النظام وتحل الفوضى ويصاب الناس بالذعر وتتحول مدينتهم إلى توحش شرس ! أرسلت لها مقاطع ونصوصا صورها وكتبها أمريكيون يقيمون في السعودية يصفون فيها الحالة في السعودية ويرفضون فيها العودة إلى أمريكا، وشرحت لها الإجراءات التي اتخذتها حكومتنا وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه وظروف العزل، ورعاية المواطنين العالقين في الخارج، والقرارات الإنسانية التي اتخذها الملك لتوفير الرعاية لكل من يتواجد على التراب السعودي بمن فيهم المقيمون غير النظاميين، فذكرتني بحديث جرى بيننا قبل سنوات في أحد المقاهي بمشاركة زوجتي حول الخطوط السياسية والثقافية والحضارية والاقتصادية الفاصلة بين العالمين الأول والثالث، وأنها خطوط وهمية تصنعها الرأسمالية لتكريس سيطرتها وتحقيق مصالحها، وأنني كنت أرى رأيها متأثرا بليبراليتها اليسارية ! قالت: انظر كيف قدم قادتكم الإنسان وكيف قدم قادتنا الاقتصاد، وستعرف أن الخط الفاصل بين العالمين الأول والثالث لا يتعلق بالهيمنة السياسية ولا القوة العسكرية ولا السطوة الاقتصادية، بل بالقيمة الإنسانية ! K_Alsuliman@ [email protected]