تمتلئ مكتبة «هوليوود» بالكثير من الأفلام التي تدور حول تفشي الأوبئة في العالم، ولعل أكثرها تطرفا انتشار فايروسات تحول الناس إلى موتى سائرين «زومبي» أو وحوش تلتهم لحوم البشر، وآخر فيلم شاهدته ينتمي لهذه الفئة من الأفلام كان فيلما لبراد بيت بعنوان World war Z، يحكي قصة تفشي وباء يكاد يقضي على الجنس البشري وينتشر في العالم بسرعة مذهلة قبل أن يتم إنقاذه بطريقة مثيرة ودراماتيكية ! معظم قصص هذه الأفلام تشير إلى أن هذه الفايروسات من صنع الإنسان وعبثه في المختبرات، وجميعها تعبر عن كفاح صراع البقاء وقدرة الإنسان على الانتصار في النهاية، لكنها أيضا تظهر جانب التوحش في العلاقات الإنسانية عندما تعم الفوضى ويتنافس الناس على الموارد، لكنها غالبا توجه رسالة للبشرية بأن ما قد يقضي على وجود الجنس البشري على الأرض في النهاية هو الإنسان، وأنه سبب كل شقاء يعيشه ومعاناة تصيبه ! وربما اتهمت هوليوود مرارا بأن نظرية المؤامرة جزء من ثقافتها، لكن الحقيقة أن إثبات أن الإنسان هو من يدمر الأرض وقد يتسبب بفنائه واقعا وليس رواية، وما لا تتآمر على تدميره الحكومات بسياساتها البيئية والصناعية والعسكرية الخاطئة يدمره الإنسان بطريقة معيشته وتعامله مع موارد الأرض الطبيعية ! يستنزف الإنسان موارد الأرض الطبيعية ويقدم لها في المقابل مخلفاته الصناعية المدمرة، والفايروس الذي لا تصنعه المختبرات داخلها، يتم تهيئة البيئة المحفزة لظهوره خارجها ! الخلاصة.. الإنسان عدو نفسه ! K_Alsuliman@ [email protected]