كشفت أزمة الفايروس الحاجة لتفعيل العمل عن بُعد، وتتصدر وزارة التعليم قائمة الجهات العاملة من خلال مواصلة الدراسة لأكثر من 6 ملايين طالب وطالبة عبر توفير أدوات مختلفة منها قناة عين، رابط القناة على اليوتيوب، بوابة عين الإثرائية، بوابة المستقبل ومنظومة التعليم الموحدة. ويؤكد ولي الأمر هايل العنزي أن وزارة التعليم أدركت أهمية مواصلة الدراسة وانتظامها بتوفير عدد من الأدوات للتعلم عن بُعد من خلال منظومة التعليم الموحدة، فكان لزاماً متابعة أبنائنا ودعمهم وتمكينهم من مواصلة دراستهم عبر هذه الأدوات، وأشار إلى أن الطلاب والطالبات تأقلموا مع المبادرة التي لاقت إعجابهم فالخيارات مفتوحة أمامهم فمنهم من يستخدم أجهزة الكمبيوتر، ومنهم من يتعامل مع أجهزة الجوالات، والتلفزيون. ويضيف القائد التربوي جميل الخمشي أن الوزارة مكنت الطلاب والطالبات من إكمال دراستهم من خلال أدوات عدة بحسب الإمكانات المتوفرة والمناسبة. ويشير الطالب حسام العنزي إلى أنه أكمل دراسته عن بُعد من خلال تخصيص 3 ساعات يومية، وأضاف أن شقيقه جواد في الصف الثالث تابع تعليمه عن طريق التلفزيون، وشقيقه الآخر جهاد في الصف الثاني عن طريق الجوال. في المقابل، اصطدم برنامج التعليم عن بعد الذي انطلق بشكل مفاجئ في مدارس التعليم بحزمة من العوائق التقنية التي أعاقت كثيراً من الطلاب، وعزا عدد من المهتمين بالتقنية أسباب ذلك إلى ضعف الاتصال بالإنترنت في عدد من المواقع. ويقول مازن السلامة أحد طلاب الدراسات العليا في جامعة حائل، إن برنامج التعليم عن بعد متعب له؛ بحكم وجوده في محافظة موقق 60 كيلومترا (غربي حائل)، واتصال الإنترنت بالمحافظة ضعيف، ويضطر للذهاب إلى حائل لحضورها عن طريق برنامج (البلاك بورد). وأوضح محمد العنزي معلم، أن التعليم عن بعد فشل في بعض مدارس المنطقة بسبب ضعف التقنية وخدمات الإنترنت. من جانبه، أكد الدكتور صالح عبدالله الرشودي أستاذ مساعد في كلية إدارة الأعمال في جامعة حائل، أن التعليم عن بعد يعتبر إحدى وسائل التعليم في العصر الحديث، وظهرت الحاجة لهذا النوع من التعليم بعد التطور الرقمي الهائل الذي يعتبر من أهم سمات القرن الواحد والعشرين، وفي الآونة الأخيرة وبعد ظهور جائحة كورونا في دول كثيرة حول العالم أصبح التعليم عن بعد هو الوسيلة المتاحة وخطت وزارة التعليم خطوات جبارة في هذا المجال. ويضيف الرشودي: يقابل الإيجابيات سلبيات لهذا البرنامج، وهي وجود مشكلات تقنية تتمثل في انقطاع الاتصال خلال فترة الدرس أو المحاضرة أو عدم التمكن من الدخول، وكذلك ضعف التواصل الفعال مقارنة بالتعليم التقليدي. وكتجربة شخصية فإنني أرى أن التعليم عن بعد يعتبر ضرورة يجب إعادة النظر في عدم اعتمادها طريقةً للتعليم حتى بعد تجاوز الأزمة. أما يوسف الشويحاني رئيس لجنة تقنية المعلومات في غرفة حائل، فيرى أن إمكانات الإنترنت لا محدودة ووجودها في العالم الافتراضي أمر حتمي، وفي ظل انحسار الناس في هذه الفترة تحت أروقة الإنترنت انكشف الغطاء عن البنية التحتية لمزودي الخدمة خصوصاً في منطقة حائل التي باتت تفتقر إلى أبسط التقنيات. وأضاف: عندما توجه الطلاب مسرعين إلى الإنترنت باحثين عن دروسهم العلمية بعد التوجه للتعليم عن بعد اصطدموا بمزود خدمة هزيل يكاد ألاّ يوصلهم شبكة الجيل الثالث، وأضاف الشويحاني عندما بحث الباحثون عن خدمات الإنترنت عالية السرعة لم يجدوها إلا في أحياء محدودة في حائل.