ما تزال جامعة الملك سعود تبهرنا يوما بعد يوم بإنجازاتها، واليوم نواصل متابعة تطورات الجامعة التقنية، فقد زرنا مركز التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد قبل سنة تقريباً ولم تمض بضعة أشهر بعد ذلك اللقاء حتى حصلت الجامعة على جائزة الأممالمتحدة في استخدام التقنية لخدمة منسوبيها بما في ذلك التعليم الالكتروني وغيرها، وفي هذا اللقاء مع د. سامي الحمود، الجندي المجهول الذي عمل مع فريقه في تحقيق الانجاز تلو الآخر لتسخير الإمكانات التقنية الهائلة، والدكتور سامي بن محمد الحمود، عميد مركز التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد بجامعة الملك سعود حصل على عدة جوائز أكاديمية وعلمية مثل درجة التميز في نظم المعلومات وشهادة درجة الشرف من جامعة الملك سعود. لنبدأ معه هذا الحوار العلمي. * حققت جامعة الملك سعود ممثلة بعمادة التعليم الالكتروني جائزة الأممالمتحدة لتطوير الخدمات العامة في مجال التعليم الالكتروني كيف تم هذا الانجاز وماذا يمثل بالنسبة لكم؟ - في البداية اشكر الله الذي وفقنا لكي نحصل على مثل هذه الجائزة العالمية المقدمة من هيئة الأممالمتحدة والتي تعتمد في تقييمها على معايير دقيقة لتقييم اختياراتها، وانجاز الجامعة بحصولها على هذا التكريم مصدر فخر لنا، ونتيجة للدعم المتواصل من قبل الدولة حفظها الله وكذلك الحراك الكبير الذي تشهده الجامعة، فقد جاءت هذه الجائزة تتمة للعديد من الجوائز والمراكز العالمية التي أصبحت جامعة الملك سعود بفضل من الله من أوائل الجامعات في المملكة والمنطقة في تحقيقها وهذه الانجازات هي تتويج للجهود المبذولة. * مؤخرا اعتمدت لائحة التعليم عن بعد من قبل وزارة التعليم العالي وقد كنتم من أعضاء اللجنة المكلفة بصياغة هذه اللائحة ما اثر هذا التطور على مسيرة التعليم الالكتروني في المملكة؟ - إن هذه اللائحة تمثل الأسس التنظيمية لمنظومة التعليم عن بعد في المملكة حيث كانت منتظرة منذ وقت طويل من قبل مجتمع التعليم من أساتذة وطلاب وتهدف هذه اللائحة إلى الارتقاء بمعايير الجودة في برامج التعليم عن بعد وتحسين جودة المخرجات التعليمية من مثل هكذا نوع من التعليم الحديث. وان تساهم هذه اللائحة في تغيير النظرة الحالية إلى التعليم عن بعد، بعد أن تلتزم المؤسسات التعليمية بمعايير اللائحة الدقيقة. وهذا ما سينتج في النهاية تعليما حديثا ذا مخرجات تعليمية ممتازة. * السؤال الذي يطرحه الكثيرون حالياً وخصوصا ممن تحرمهم ظروفهم من الدراسة المنتظمة هو متى تبدأ الدراسة بنظام التعليم عن بعد في الجامعة؟ - هذا السؤال مهم جدا ودائما ما تسأل عنه الجامعة والعمادة بشكل خاص، ولهذا تركز عمادة التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد حالياً على تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لتهيئة وتشغيل مثل هذه البرامج بناء على المعايير السليمة والمعتمدة عالميا، ولله الحمد تم الانتهاء من اغلب المشاريع، كما تولي العمادة أهمية لتقديم الدعم الفني والتقني لجميع جهات الجامعة التعليمية لتقديم مثل هذه البرامج. ولهذا فإن العمادة حاليا مستعدة لتقديم كل الدعم والتجهيز لأي قسم او كلية أكاديمية في جامعة الملك سعود مستعدة لتقديم برامج للتعليم عن بعد عند استكمال موافقة مجلس ادارة الجامعة واعتماده لهذه البرامج. وهنا أحب أن أشير إلى العمادة تقوم حاليا بنقل العديد من المحاضرات عبر استوديوهاتها المتعددة إلى العديد من الكليات، وتستقبل العديد من المحاضرات من جامعات عالمية أيضاً. لائحة التعليم عن بعد تؤسس لمرحلة جديدة من الاعتماد على التقنيات التعليمية والعمادة جاهزة لتقديم برامجه * ما هي الخدمات التي تقدمها عمادة التعليم الالكتروني حاليا للطلاب وأعضاء هيئة التدريس؟ - لا شك أن عمادة التعليم الالكتروني قامت بانجاز العديد من المشاريع التي تشمل تجهيز أنظمة وتجهيزات التعليم الالكتروني لأغلب الكليات دعما للتعليم الحضوري في الجامعة كما أنها أنهت نظام التعليم الالكتروني بما يشمله من خدمات متنوعة تخدم عضو هيئة التدريس والطالب. * ما هي ابرز أهداف مشروع المدينة الجامعة الذكية المشروع الأهم حاليا لدى العمادة؟ - لعل من أهم أهداف مشروع المدينة الجامعية الذكية الذي يعتبر المشروع الأكبر على مستوى المنطقة والعالم في تطبيق هذه التقنيات والاستفادة منها هو وضع البنية التحتية لأنظمة التعليم الإلكتروني في جميع مرافق الجامعة. وكذلك تحقيق التكامل الكامل بين كافة الأنظمة التعليمية والإدارية في الجامعة ذات الصلة بالعملية التعليمية بشكل مباشر، وأتمتة القاعات الدراسية في الجامعة، وتدريب أعضاء هيئة التدريس على التقنيات والأنظمة المستخدمة لتمكينهم من الاسٍتفادة المثلى من هذه التقنيات والأنظمة. وتأسيس فريق ومركز للتشغيل والدعم الفني، وبناء بوابة للتعليم الإلكتروني تكون واجهة موحدة لتقديم كافة الخدمات التي توفرها العمادة، ومراعاة الجانب الاقتصادي على المدى الطويل عند اختيار التقنيات والحلول المستخدمة المحافظة على البيئة من خلال وضع حلول مبنية على التواصل الرقمي التام بين الطالب وأعضاء هيئة التدريس وأنظمة الإعلانات الرقمية وأنظمة التحكم عن بعد، وإتاحة الفرصة للطلبة للاستفادة من التقنيات الحديثة في تقنيات المعلومات والاتصالات لزيادة قدرتهم على التحصيل. * ما هي ابرز التقنيات المستخدمة في مشاريع العمادة حالياً؟ - استخدمت العمادة في تنفيذ المشاريع الخاصة بها أهم وآخر التقنيات في هذا المجال وتشمل هذه التقنيات القاعات أو الفصول الذكية، الاستوديوهات التعليمية، أجهزة الاتصال المرئي، فصول استقبال البث المرئي، نظام المشاركة في المحاضرات، الأستوديو الرقمي، المدرجات التعليمية. ويقصد بالفصل الذكي هو الفصل الذي يحتوي على كافة تقنيات التفاعل بين الطالب والأستاذ ويساهم في زيادة قدرة الطالب على الاستيعاب ويشمل جهاز العرض والسبورة التفاعلية ومنصة التحكم. ولقد قامت العمادة بتجهيز أكثر من ألف وسبعمائة فصل ذكي في مشروع المدينة الجامعية الذكية إلى الآن. يمكن للطالب الوصول الى ملفه الشخصي أما الاستوديوهات التعليمية فهي تقوم بنقل المحاضرة كاملة (صوت الأستاذ وصورته بالإضافة للمادة العلمية) إلى قاعات الطالبات دون الحاجة إلى انتقال الأستاذ إلى هناك ودون استخدام بعض التقنيات القديمة النقل التلفزيوني والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى عدم وصول المعلومات للطالبات بشكل كامل. ويشمل الأستوديو جهازا للمؤتمرات المرئية ونظاما صوتيا وكاميرا وجهاز حاسب وشاشة عرض بالإضافة إلى شاشة تعمل باللمس يمكن عن طريقها القيام بتقديم الشرح للطالبات بحيث يظهر في الجهة الأخرى (فصل الطالبات). وقد تم إنشاء أكثر من 60 أستوديو تعليميا في هذا المشروع موزعة على العديد من الكليات والمعاهد والمعامل المختلفة في جميع أرجاء الجامعة، وتم تطوير مركز للتحكم والإدارة بمقر العمادة لإدارة تلك القاعات والتقنيات عن بعد وتقديم خدمات الدعم الفني لمنسوبي الجامعة بشكل مباشر. * يبدو أنكم تهتمون بمواكبة التقنيات الجديدة مثل الهاتف النقال وتطبيقاته في عملية التعليم من خلال خدمة الجوال التعليمي؟ - هذه الخدمة هي آخر الخدمات الجديدة التي تقدمها العمادة للطلاب، وهي تطبيق على عدد من منصات الهاتف المحمول والأجهزة اللوحية يمكن من خلالها الاستفادة من جميع إمكانيات وخصائص نظام إدارة التعلم بسهولة ويسر. الخدمة ستتيح فرصة التفاعل بين عضو هيئة التدريس والطلاب من خلال الإجابة على تساؤلات الطلاب وفتح المجال للطلاب لمناقشة مواضيع جديدة والبحث في أمور تدعم الجانب التعليمي في المقرر إضافة إلى دخول عضو هيئة التدريس إلى مقرراته ومتابعة سير العملية التعليمية وكذلك دخول الطالب إلى المقررات المسجلة له ومتابعة الواجبات والدرجات والمشاركة في منتديات المقرر والتفاعل معها من خلال حسابه الموحد في الجامعة إضافة إلى تعدد خدمات الجوال التعليمي. كما أن الخدمة تمكن الطلاب من الوصول إلى ملفات الوسائط المتعددة (صوت، فيديو، صور) التي تم رفعها من قبل أعضاء هيئة التدريس وكذلك إتاحة الوصول لخرائط ومباني الجامعة من خلال تلك الهواتف الذكية. * قدمت العمادة التحضير الالكتروني فما هي فائدته للتعليم الجامعي وهل سيعمم على جميع وحداتها؟ - نظام التحضير الالكتروني هو من احدث الأنظمة المتقدمة في هذا المجال وقد تم اختياره بعد إخضاعه للعديد من الاختبارات اللازمة لمعرفة ملاءمته لبيئة التعليم في الجامعة وفائدته كبيرة لعضو هيئة التدريس لأنه سيختصر بطريقة آلية من وقت مهدور في عملية التحضير التقليدية وبنتائج أدق وأفضل بإذن الله. * ماذا عن مشروع نظام التعليم الإلكتروني؟ - يعتبر نظام إدارة التعلم أحد الأركان الأساسية في الجامعات الحديثة، حيث يزيد من التفاعل بين الطالب والأستاذ ويشجع الطالب على المشاركة الفعالة من خلال استخدام أدواته المختلفة، وعلاوة على ذلك فإنه يساعد الطالب على الوصول إلى المادة العلمية والتواصل مع الجامعة من أي مكان وفي أي وقت، وبعد القيام بأبحاث موسعة عن نظم إدارة التعلم المتاحة والمستخدمة في الجامعات الكبرى في العالم، فقد توصلت العمادة إلى اختيار نظام حديث ومتطور كنظام لإدارة التعلم في الجامعة. و ذلك لسهولة استخدامه، واحتوائه على الكثير من الأدوات التي تساعد عضو هيئة التدريس على إدارة مقرراته الدراسية، وتساعد الطالب على المشاركة الفعالة في المقرر. * هناك من يرى أن الجامعة تركز في مجال التعليم الالكتروني والبنية التحتية على المباني الحديثة في الجامعة فقط مثل مبنى السنة التحضيرية كمثال؟ - لا بد أن نذكر في البداية أن أولى التجهيزات في البنية التحتية للتعليم الالكتروني وتقنيات التعليم الحديثة جهزت بدءا في مباني السنة التحضيرية وذلك نتيجة لكونها كانت في تلك الفترة تخضع للتجهيزات الأولية وكان من السهل والأفضل البدء في تجهيزها قبل غيرها وحتى تكون أيضا مكانا مناسبا لتجريب هذه الأدوات والتقنيات الجديدة، والحمد لله فقد تم تجهيزها في وقت قياسي وبنسبة نجاح كبيرة، والآن تم ويتم تجهيز جميع مباني الجامعة بكل مواصفات الفصل الالكتروني الذكي. د. سامي الحمود * كيف ترى مستقبل التعليم الالكتروني في المملكة؟ - التعليم الالكتروني في المملكة لا يزال في بداياته وجميع المهتمين في مجال التعليم يرون أن التعليم الالكتروني هو التوجه الطبيعي والأفضل لاستغلال الثورة التقنية لدعم العملية التعليمية والربط بمصادر المعلومات الإلكترونية، ولكي يكون هناك مزيد من الفرص المتساوية لجميع من يرغب من أفراد المجتمع في مواصلة تعليمهم. ولكن تبقى التشريعات واللوائح المعدة لتنظيم مثل هذا التعليم ضرورية لوضع اطر واضحة ومعترف بها لكي لا تواجه الحاصلين على شهادات التعليم المفتوح أي عوائق في الاعتراف بها أو الحصول على فرص وظيفية مناسبة في سوق العمل. والحمد لله وكما أرى فقد بدأ الوعي لدى العديد من الجهات الحكومية والخاصة بادراك أهمية مثل هذا التعليم والأمور تسير في الاتجاه المؤمل. * مضت قرابة الخمس سنوات على اتحاد الجامعات السعودية في مجال الاشتراك بمصادر المعلومات الالكترونية ما المستجدات بهذا الخصوص. - قامت جامعة الملك سعود وبتكليف من وزارة التعليم العالي بتوحيد الاشتراكات في قواعد المعلومات الالكترونية منذ قرابة الخمس سنوات وذلك تقليلا للتكاليف وتوحيدا للجهود وبفضل الله زاد عدد الجامعات أعضاء الاتحاد من ثمان جامعات إلى أربع وعشرين جامعة وزادت عدد القواعد من قرابة السبع عشرة قاعدة إلى ما يربو على الثلاثين قاعدة تحتوي على آلاف المجلات العلمية المحكمة ومما يسر الخاطر اشتراكنا في اهم القواعد مثل ISI و SCINCE DIRECT و IEEE, OVID SCOPUS, ACM وتدريب وتوعية اعضاء التدريس على استخدامها والنشر بها قبل التوجه الحالي للجامعات نحو النشر العلمي والتصانيف الاكاديمية. * تم تكريمكم منذ فترة من قبل معالي وزير التعليم العالي ما هي مناسبة هذا التكريم؟ - هذا التكريم جاء بمناسبة مساهمتي في تأسيس المكتبة الرقمية السعودية والتي تعد اكبر تجمع أكاديمي لمصادر المعلومات في العالم العربي وسوف توفر أكثر من 114 ألف مرجع علمي حديث من اثر من ثلاثمائة ناشر عالمي تغطي كافة التخصصات الأكاديمية التي تدرس في الجامعات السعودية المختلفة بما في ذلك أمهات الكتب الإسلامية والعربية. وسوف تعمل على التحديث المستمر لهذا المحتوى بما يحقق تراكما معرفياً ضخماً على المدى البعيد. والحقيقة ان جهود إنشاء تلك الكتبة الرقمية الوطنية هي جهود مقدرة تشكر عليها وزارة التعليم العالي والمركز الوطني للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد كما يشكر القائمين على إدارتها على دعمهم وتواصلهم مع القطاعات التعليمية نحو تفعيل المكتبة وتحقيق الأهداف الإستراتيجية لهذا المشروع الرائد.