لا تزال إدلب تعيش على وقع التصعيد المستمر بين قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، والفصائل الموالية لأنقرة، بعد أن تصاعد التوتر خلال الأسابيع الماضية وبلغ ذروته، مع تدخل نظام أردوغان بشكل مباشر وقصفه قوات النظام في عدد من البلدات في المحافظة الواقعة شمال غربي سورية، وقد انسحب هذا التصعيد على العلاقة بين الروس والأتراك. في وقت أخفقت المساعي بين موسكو وأنقرة في التوصل إلى حل حتى الآن. وتجددت الهجمات وعمليات القصف أمس (السبت)، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الروسي وحليفه السوري نفذا 60 غارة على بلدات في ريف إدلب. وحذر من أن هذا التصعيد يمهد لعملية عسكرية مرتقبة للتقدم باتجاه طريق حلب - اللاذقية، انطلاقا من جنوبي إدلب، بعد إغلاق منافذ الأوتوستراد من ريف إدلب الشرقي من قبل القوات التركية. واستهدفت الغارات أماكن في كفرنبل والبارة واحسم وبينين والفطيرة وابيين والفطيرة وسرجة وجوزف وأماكن أخرى بجبل الزاوية، تزامنا مع قصف صاروخي مكثف. وكانت غارات عدة شنت بعد منتصف ليل الجمعة على أماكن في محيط الأتارب بريف حلب الغربي، في حين قصفت قوات النظام أماكن في دير سنبل وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب، ومحيط وأطراف كل من الأتارب ودارة عزة غرب مدينة حلب. فيما شهد محور النيرب شرقي إدلب، عمليات قصف مكثف ومتبادل بين قوات النظام من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريث دعا أمس الأول، إلى وقف إطلاق النار في إدلب «لإنهاء الكارثة الإنسانية، وتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه». وقال: «هذا الكابوس يجب أن يتوقف. يجب أن يتوقف الآن». وشدد على أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية، معتبرا أن الحل الوحيد لا يزال سياسيا، مؤكدا أنه «من المهم كسر الحلقة المفرغة للعنف والمعاناة»، ومعربا عن قلقه مع اقتراب المعارك من مناطق ذات كثافة سكانية.