خاضت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب، مع محاولتها التقدم أكثر في عمق الأحياء الشرقية بعد سيطرتها على أكثر من ستين في المئة منها، في وقت قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن تقدم قوات النظام السوري في مناطق شرق حلب لا يمثل «انتصاراً للأسد» أو حليفه الروسي فلاديمير بوتين. واعتبرت المعارضة حلب «مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبرى». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال: «تستمر المعارك العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في حي الميسر إضافة إلى السيطرة على أجزاء من ضهرة عواد، وسط قصف مكثف لقوات النظام على محاور الاشتباكات، فيما قصفت الطائرات الحربية بالصواريخ مناطق في حي باب النيرب»، لافتاً إلى أنه «ارتفع إلى 3 بينهم سيدة وطفلان من العائلة ذاتها، عدد الشهداء الذين قضوا في قصف لقوات النظام على مناطق في حي الفردوس، كما قصفت الطائرات الحربية أماكن في حي المغاير، ومعلومات عن شهداء وجرحى في القصف». وتركزت معارك أمس بين الطرفين تتركز في حي كرم الميسر، تزامناً مع استمرار الاشتباكات على أطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب وهي ثلاثة أحياء تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليها في شكل كامل السبت. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري الأحد أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تواصل تقدمها في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وتعيد الأمن والاستقرار إلى دوار الجزماتى ودوار الحلوانية». وبث التلفزيون الرسمي الأحد مشاهد مباشرة من حي الجزماتي فيما كان دوي المعارك والغارات يسمع بقوة في الأحياء المجاورة. وبدات قوات النظام هجوماً في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وتمكنت منذ نهاية الأسبوع الماضي من السيطرة على القطاع الشمالي وأحياء أخرى مجاورة. وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحة الأحياء الشرقية، وفق المرصد. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «قوات النظام تسعى إلى التقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة إلى الانسحاب في شكل كامل إلى جنوب الأحياء الشرقية». وجددت المعارضة السورية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الهجوم على شرق المدينة. من جهتها، دعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان الأحد «مجلس الأمن وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم والعمل الفوري لإيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها عدة مناطق في سورية وحلب في شكل خاص». وطالبت ب «السعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة» بعدما «أصبحت حلب مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبرى». وتتزامن المعارك مع قصف مدفعي وجوي كثيف لقوات النظام على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، فيما ترد الفصائل بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام. ومنذ بدء الهجوم منتصف الشهر الماضي، أحصى «المرصد» مقتل 311 مدنياً بينهم 42 طفلاً في شرق حلب مقابل 69 مدنياً بينهم 28 طفلاً في غرب المدينة. وبعد أيام من سيطرتها على القطاع الشمالي في شرق حلب، دعت قيادة الجيش النظامي السوري «سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة إلى منازلهم» بعد إعادة «الأمن والاستقرار» إلى تلك الأحياء. وبعد توقف استمر أكثر من أربع سنوات، استأنفت السبت حافلات النقل الحكومية رحلاتها من غرب مدينة حلب إلى الأحياء الشرقية. وتوجه مئات الأشخاص لتفقد منازلهم وممتلكاتهم. وقالت أم يحيى (55 سنة) بعد تفقدها وأفراد من عائلتها منزلهم في حي مساكن هنانو لفرانس برس: «جلبت معي صورة ابنة أخي لأنها غالية وأحضرت المصحف الذي وجدته في المنزل وبعض الأغراض الأخرى». وأضافت بحسرة: «بيتنا تعرض للقصف (...) فيه بعض الأغراض الأخرى لكن يجب رميها». وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء دمشق، الأحد إرسالها قافلة تضم أكثر من ثلاثين شاحنة محملة المساعدات إنسانية إلى «السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية» في مدينة حلب، وفق ما أعلن الضابط الروسي نيكولاي بونوماريوف للصحافيين وبينهم مراسلة فرانس برس في غرب المدينة. وتضم قافلة المساعدات التي سيتم توزيعها لاحقاً، ملابس للشتاء وبطانيات ومساعدات غذائية. وكان الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا جدد السبت من روما دعوة «روسيا وإيران» إلى استخدام «نفوذهما» لإقناع دمشق بالتفاوض جدياً. وقال: «حان الوقت الآن للبدء بمفاوضات فعلية» متوجهاً بالحديث إلى الرئيس السوري بشار الأسد «اتصل بالأممالمتحدة للقول: «أنا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية». في لندن، قال وزير الخارجية البريطاني إن تقدم قوات النظام السوري في مناطق شرق حلب لا يمثل «انتصاراً للأسد» أو بوتين. وصرح جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أعتقد أنه من الخطأ التفكير أن ما يحدث في حلب أو غيرها من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في سورية يمكن أن يشكل انتصاراً للأسد أو لبوتين». وأثار تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد في حلب غضباً دولياً بعد مقتل مئات المدنيين وفرار عشرات الآلاف منذ بدء الهجوم الواسع في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر). وتقدم الجيش السوري في مناطق شرق حلب السبت في هجوم مدمر أدى إلى سيطرته على 60 في المئة من المناطق التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المكاسب التي حققها الجيش السوري تشكل انتصاراً للأسد، أجاب جونسون: «ما الذي سيفوز به». وأضاف «من المستحيل تصور أن ملايين الشعب السوري ستتصالح مع نظام يقوده الأسد.., هناك ملايين السوريين الذين لن يقبلوا هذه النتيجة وسيواصلون القتال، ولذلك فإن أفضل نتيجة للرئيس بوتين والذين يدعمهم هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يبعد سورية عن نظام الأسد». مجازر ب «غارات روسية» على إدلب بينها على فرن وسوق شعبية قتل عشرات المدنيين في ثلاث مجازر ارتكبتها طائرات حربية «يرجح أنها روسية» على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي في شمال غربي سورية، كان بينها غارات ضربت سوقاً شعبية وفرناً مكتظاً بالمواطنين، حيث أفيد بشن 54 غارة على الأقل على ريف هذه المحافظة بين حلب واللاذقية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تأكد استشهاد 18 شخصاً على الأقل بينهم 4 مجهولي الهوية، ومن ضمنهم أطفال، في قصف متجدد لطائرات حربية يعتقد أنها روسيَّة استهدفت مدينة معرة النعمان الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ليرتفع إلى 52 عدد الشهداء الذين قضوا في تصعيد القصف الجوي من الطائرات الحربية والمروحية على محافظة إدلب، حيث استشهد إضافة إلى هذه المجزرة في معرة النعمان، 26 مواطناً بينهم 3 أطفال ومواطنتان في مجزرة كفرنبل التي نفذتها الطائرات الحربية». كما «قتل 6 مواطنين هم 4 أطفال وموطنتان في القصف بالبراميل المتفجرة على التمانعة، فيما استشهدت مواطنتان في القصف صباح اليوم (أمس) من الحربي على النقير ومعرة النعمان، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة». واستهدفت الطائرات أمس بنحو 45 ضربة جوية مناطق في مدن وبلدات وقرى سرمين وجسر الشغور ومعرة النعمان وكفرنبل وخان شيخون وكرسعا والشيخ مصطفى والتمانعة وعابدين والنقير وحيش وكفر سجنة وركايا سجنة والحامدية وكنصفرة ومناطق أخرى في ريف إدلب». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد في حصيلة أولية «مقتل 21 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال وامراتين نتيجة غارات عشوائية نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية على بلدة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي». وقال أحد الشهود العيان حسام هزبر (25 عاماً) لفرانس برس أن الطائرات الحربية «استهدفت بست غارات منازل المدنيين وسوقاً شعبية مكتظة» ما تسبب في حصيلة القتلى والجرحى المرتفعة. وأعلنت روسيا أبرز حلفاء دمشق، والتي تنفذ ضربات جوية مساندة لقوات النظام منذ أكثر من عام، بدء حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط) في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) تزامناً مع بدء الجيش السوري هجوماً على الأحياء الشرقية في مدينة حلب. وتعد كفرنبل من أولى البلدات التي خرجت عن سيطرة قوات النظام في إدلب. وعرفت بعد اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف آذار (مارس) 2011، بتظاهراتها الضخمة كما ينشط أبناؤها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم من أشد المعارضين للنظام. ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) على محافظة إدلب في شكل شبه كامل منذ صيف العام 2015. حكايا رهيبة للفارين من معارك حلب بحثاً عن خيارات مرعبة أثناء تقدم القوات الحكومية السورية في حي الصاخور الذي كان خاضعاً لسيطرة المعارضة في حلب، قال حسن العلي إنه وجد نفسه مضطراً للاختيار بين البقاء والوقوع في قبضة الجيش النظامي وبين الهرب إلى جيب متضائل لمقاتلي المعارضة يتعرض لقصف متواصل بلا انقطاع. وقع اختيار العلي وهو أب لثلاثة أولاد على الخيار الثاني على رغم تضاؤل الكميات المتاحة من الغذاء والوقود والماء والدواء إلى مستويات حرجة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وذلك لشدة خوفه من الحكومة السورية التي تحاول المعارضة الإطاحة بها منذ أكثر من خمسة أعوام. وقال العلي (33 سنة) في حلب الشرقية: «لم آخذ شيئاً معي. أخذت الأولاد وسيارتي ورحلت... أخذنا القرار في اللحظة الأخيرة لأنه كان من الممكن أن ينقض الجيش علينا في أي لحظة». وفي رأي العلي وكثيرين غيره ممن يعيشون في المناطق التي سقطت في أيدي الجيش النظامي في الأيام الأخيرة، يبدو أن ما في حلب الشرقية من خطر وحرمان رهان أصوب من السجن أو التجنيد في الجيش الذي يخشونه إذا انتقلوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. غير أنه في حين قرر البعض الفرار إلى عمق الأحياء الباقية في أيدي المعارضة في حلب قرر آخرون المجازفة بعبور الخطوط الأمامية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في المدينة في رحلة محفوفة بالخطر، باعتبار أن ذلك الخيار أكثر أمناً من البقاء مع المعارضة التي تواجه قوة أكبر بكثير منها. وقال عبد السلام أحمد الذي عبر إلى القطاع الحكومي مع زوجته وبناته الست بعد أن أصابت قذيفة بيتهم: «أرجو أن تعود سورية كما كانت وأن يعود للناس الأمن والسلام كما كانت الحال». وقال أحمد عامل البناء السابق إن الأوضاع بلغت من السوء حداً لا تستطيع معه الحيوانات احتمالها وإن المعارضة في حلب الشرقية عاملت السكان معاملة سيئة. وتنفي المعارضة ذلك. وفرت أسرة أحمد فجراً على رغم تردد أصداء النيران وهي تعبر الخط الأمامي. وتحدث أحمد لتلفزيون «رويترز» في مصنع للقطن توقف العمل به في منطقة جبرين في حلب يمثل إحدى منشأتين صناعيتين سابقتين فتحتهما الحكومة لاستقبال النازحين. ويمثل الاتجاهان المتباينان اللذان اختار العلي وأحمد السير في أحدهما من دون الآخر الخيارات المرعبة التي تواجه المدنيين الهاربين من أشرس معارك الحرب السورية والتي أصبح الرئيس بشار الأسد فيها على أبواب تحقيق أكبر نصر في الحرب حتى الآن. واتهم كل من المعارضة والحكومة الآخر باستغلال مخاوف سكان حلب لمصلحته. ويقول الجيش النظامي إن المعارضة نشرت تقارير زائفة عن انتهاكات حكومية لمنع الناس من مغادرة مناطقها. وتقول المعارضة بدورها إن من يتحدثون عن سوء معاملة من جانب المعارضة بعد الفرار من المناطق الخاضعة لسيطرتها يتصرفون على هذا النحو خوفاً من السلطات. جوع وأعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية إنه منذ اجتاح الجيش الشطر الشمالي من الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة قبل أسبوع وسيطر على عدة أحياء كبيرة كثيفة السكان فر ما لا يقل عن 30 ألف شخص عبر الخطوط الأمامية من مناطق المعارضة. والإحصاءات أكثر صعوبة في حلب الشرقية بسبب عدم وجود مؤسسات دولية في المنطقة، غير أن ألوفاً آخرين تراجعوا إلى القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة بما في ذلك الأحياء شديدة الكثافة في الحي القديم. ويقدر مكتب الأممالمتحدة أن 5000 نزحوا عن بيوتهم في حلب الشرقية. وقال مبعوث الأممالمتحدة في سورية إن عدد الباقين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ربما يتجاوز 100 ألف شخص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يعمل انطلاقاً من بريطانيا إن العدد قد يصل إلى 200 ألف شخص. والأوضاع تتدهور بالنسبة إلى الباقين في مناطق المعارضة بفعل نقص السلع الأساسية واستمرار خطر القصف في المناطق المدنية والاشتباكات بالقرب من الخطوط الأمامية سريعة التغير. وقالت امرأة فرت إلى القطاع الحكومي من بيتها في حي جب القبة وعرفت نفسها بأم علي، «كانوا يعطوننا كيساً من الخبز كل يوم أو يومين... خمسة أرغفة». وتأمل أم علي بعد أن أتم الجيش فحص أوراق هويتها هي وأسرتها بالانتقال للإقامة مع شقيقها في حي غربي في حلب يخضع لسيطرة الحكومة. ويعتقد كثيرون ممن اختاروا البقاء في مناطق المعارضة أن فحص أوراق الهوية مقدمة لاعتقالات جماعية وعمليات تعذيب وقتل خارج نطاق القانون استناداً إلى تقارير إعلامية مختلفة عن مثل هذه الخطوة. وقال المرصد الأربعاء إن الحكومة اعتقلت المئات. ونفى مصدر عسكري سوري ذلك وقالت إنه يجري التحقق من هويات الجميع لكن السلطات لا تحتجز أحداً. وانتقل خليل حلبي (35 سنة) الصيدلاني من حي الشعار القريب من الخط الأمامي الجديد مع زوجته وأطفاله إلى الحي القديم الذي تسيطر عليه المعارضة بعد ما وصفه بتصعيد القصف على مدار 11 يوماً. وقال: «الدمار لا يوصف. الأطراف (البشرية) أطراف محترقة. انهارت مبان واحترقت ودمرت مساجد بالكامل. فقدنا أناساً كثيرين... بالبراميل المتفجرة والصواريخ. بعضهم مات وبعضهم أصيب بإصابات دائمة». وفر بعض الناس من الحي الذي كان حلبي يعيش فيه في الاتجاه الآخر طلباً للملاذ في المناطق الحكومية. هروب وبالنسبة إلى من تحدثت معهم رويترز في حلب كان قرار مغادرة بيوتهم حتى في مواجهة الحرمان وبعد الحرب التي بدأت في سورية عام 2011 ووصلت مدينتهم في 2012 قراراً صعباً. وقال محمود زكريا رنان الخياط من حي الشيخ نجار بالمدينة وهو أب لستة أطفال ويمتلك محلاً صغيراً إن أسرته قررت أخيراً الرحيل بعد أن أصيب بجروح عندما سقطت قذيفة على منزلها. وأضاف: «عشت في بيتي 40 سنة. فأتركه في يوم واحد؟». انتقلت الأسرة إلى حي الشيخ خضر ثم إلى الحي القديم. لكن مع استمرار الاشتباكات قررت الانضمام إلى شقيقه في حي الأعظمية الذي تسيطر عليه الحكومة، فيما قال رنان: «لدينا أطفال وأنا مصاب... ولذلك اضطررنا للسير ببطء شديد». وخلال الرحلة اضطرت الأسرة للسير ساعتين عبر المدينة بدءاً من الساعة الرابعة صباحاً. وأضاف: «كانت معنا مجموعة كبيرة. وحتى ضربوا علينا النار على طريق المطار». وربما كان بعض المحاصرين في قطاع المعارضة من المدينة يأملون النجاة من خلال اتفاق بين المعارضة والحكومة مثل الاتفاقات التي سمحت للآلاف بمغادرة داريا بالقرب من دمشق إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد حصار استمر سنوات. وقال العلي: «سأنتقل إلى منطقة أخرى سآخذ أسرتي وأسعى للجوء في منطقة أخرى منطقة محررة ليس فيها النظام. ليس لدي أي ثقة بالنظام للبقاء في مناطقه».