صديقي أبا عبدالخالق أبعث إليك رسالة تتضمن اعتذاراً عن وجع لم أتسبب فيه، ولم أباشره، وبحكم ضرورة تعزيز ثقافة الاعتذار فقد حفرتُ في ذاكرتي علِّي أجدُ من يجب عليّ الاعتذار له والعفو عنه فلم أجدْ.. ووجدتُ من يسيطر عليها - تحت الشعور وفوقه- هو أديبنا وشاعرنا محمد زايد الألمعي، فقررت باسمي وباسم الوطن أن أناغيَه وأثاغيَه معتمداً على الله. قد تستطيع اليوم تنفّس بعض الأوكسجين في ما لو عدْتَ إلى هنا بوادٍ غيرِ ذي ملْح لم تهبطْ فيه ثقافة أمة إلى درجة الاعتماد على ثقافة مشاهير «السناب شات». تأكَّدْ أنه ينطبقُ على غيابك قولُ أبي: (أيِّ الّذي لوْ غابَ غابَوْا كلِّهمْ، وايِّ الّذيْ لوْ غابَ لمْ يدْرَى عَنِهْ).. أعلمُ بأنَّ أحلامي كأحلام الأنبياء تكون حقيقة، فقد حلمتُ بأن وزارة الثقافة تعملُ الآن - سرّاً- على إنشاء قاعدة بيانات لكبار أدباء البلد بعيداً عن مشاهير «السّناب»، وأنك في رأس القائمة، خصوصاً أنها تحملُ همّا جمّا حول الكيفية التي ستجد بها قناة تجمع الأدباء بعد موت فكرة الأندية «الأبدية» التي تجمع ثلّةً من المعلمين. أدعوك بألاَّ يفُتْكَ ربيعي العربي - أنا وابْرِ صيّاد- وجِلْجلاننا ونَحْلنا وغنمنا فإنّ ربيع حبّنا الذي تعرفه يختلفُ عن ربيع كلّ أرصفة الملح، وهو حجٌّ مع الجنِّ في أعماقِ أودية مزاميرِ داوود الباقية.. يقرئك جدّك السلامَ ويوصيكَ بأنْ تكفَّ عن القراءة كيْ تصحَّ وتستطيع أنْ تكتبَ، فإنّ قراءة ما نراه قد يلوّثُ كتابة أمثالك. والسلام ختام.