إحدى مشهورات السناب شات، ممّن هي أيقونة للتبرّج والحكي الفارغ في سناباتها المثيرة للجدل، وهي بالمناسبة ممّن هاجرن للغرب ورضيْنَ به وطنًا وحَسُنَ لهنّ مُستقرّاً ومُقامًا، قد جُنّ جنونُها، وانقلبت من حالة الهدوء المُصطنع إلى حالة الغضب الساطع، لكن ليس الغضب الساطع الذي تغنّت به فيروز في أغنيتها الشهيرة عن القُدس (زهرة المدائن) بهدف تحفيز الأمّة العربية على تحرير فلسطين من براثن الاحتلال الإسرائيلي، فقالت سيّدة الطرب اللبناني لا فُضّ فُوها ولا سكت لها حِسّ: الغضبُ الساطعُ آتٍ وأنا كُلِّي إيمان.. الغضبُ الساطعُ آتٍ سأمرُّ على الأحزان.. من كُلّ طريقٍ آتٍ بِجِيَادِ الرهبة آتٍ.. البيتُ لنا والقُدس لنا.. بل سطُعَ غضبُ المشهورة، من شاب عمره 29 عاماً، قد راسلها وخاطبها بعبارة «يا ماما»، فقامت قيامتها ولم تقعد، لأنّها فهمت أنّ العبارة تعني أنّها كبيرة السِنّ، واضطرّت للتحدّث عن موضوع سِنّها رغم أنّها لا تحبّ التحدّث في مثل هذه المواضيع السخيفة على حدِّ قولها، وكشفت أنّها في السادسة والثلاثين، ولا يحقّ للشاب أن يُناديها هكذا، جاهلةً أنّ الأمومة هي حُلَم كلّ امرأة، وقد يُنادي الأب ابنته الطفلة الصغيرة ب»يا ماما» تقديراً لها وحُبّاً لها بعد تقدير وحُبّ أمّه. وأنا في الحقيقة أشكر الشاب، سواءً كانت نيّته حسنة أو أراد إغاظتها، لأنّه استطاع جرّها لكشف سِنّها الذي يعتبره كثيرٌ من النساء سِرّاً لا ينبغي تجاوزه حتّى عن اثنين، فضلاً عن واحد هو صاحب السِرّ، هذا إذا كانت حقاً في السادسة والثلاثين، وليست في السادسة والأربعين، أو السادسة والخمسين مثلاً، وغضبُ النساء على من يُكبِّرهنّ سِنّاً من أعظم أشكال الغضب، وقد قال عنه الشاعر: غضبُ النساء فقاعةٌ قد تنفجر.. في ملء وجهك يا صديقي فاعتبر.. عن سِنِّها لا تستفزّ شعورها.. واحلم عليها وصغِّرْها واصطبر.. أمّا سبب شُكْري للشاب فهو أنّه أهدانا أفضل وسيلة قانونية لإرغام النساء أيقونات التبرّج وذوات الحكي الفارغ، على اعتزال السناب شات، بجرّهن لساحة القتال حول السِنّ والأعمار، فيغضبْن كثيراً، ثمّ لا يستطعن التحمّل فيهجرْن السناب، عساه يكون للأبد، ويتفرّغن لبيوتهنّ أو وظائفهنّ، وللحياة المُنتِجة والمُثمِرة، وإن كان لابُدّ من السناب فليكن برصانة وإحسان وكثيرٍ من الأخلاق!.