تفاقمت الخلافات بين قيادات مليشيا الحوثي ووصلت إلى حد الاشتباكات وتقديم الاستقالات في عدد من الدوائر الحكومية والمراكز القيادية التي تسيطر عليها. وكشف مصدر قضائي في إب ل«عكاظ»، أن رئيس نيابة استئناف المحافظة الدكتور مروان المحاقري قدم استقالته من عمله احتجاجاً على التدخلات غير القانونية من مشرفي المليشيا في عمله، وأكد أن المحاقري قرر اعتزال العمل القضائي نهائياً والرغبة في التقاعد. وأوضح المصدر أن رئيس النيابة سرد عددا من التحديات التي أجبرته على تقديم استقالته من أبرزها: الانفلات الأمني والفوضى التي تعيشها المحافظة وتدخلات قيادات المليشيات العسكرية من أبناء صعدة في عمل النيابة، ورفض المليشيا توجيهات النيابة بالإفراج عمن ليس لديه أي تهم. وقال المصدر إن سجون الحوثي في إب تمتلئ بالأبرياء والمختطفين في ظل تزايد الحملات التي تنفذها ضد المدنيين. وذكر المصدر أن الحوثيين يخالفون أوامر النيابة، وبدلاً من الإفراج عن المظلومين يتم إطلاق سراح متهمين في قضايا جنائية جسيمة دون أي توجيهات من النيابة، في محاولة لتكريس الفوضى والعنف والإرهاب. من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات أمس (الأربعاء) بين القيادي الحوثي العقيد عبدالغني الزبيدي والقيادي الحوثي أبوالمعارك المسؤول عن قسم شرطة شارع القيادة، ووفقاً لشهود عيان فإن الخلافات ترجع إلى تقاسم أموال من عملية سطو وفساد منظمة تمارسها المليشيا. وعلمت «عكاظ» أن الخلاف بدأ بمشادة كلامية اتهم فيها أبوالمعارك ومرافقوه الزبيدي بأنه ليس رجل جبهة وإنما رجل مكاتب وفساد، ليتطور الأمر إلى اشتباكات بالأسلحة. من جهة أخرى، اتهم رجل الأعمال فارس الحباري، وهو أحد القيادات الممولة للحوثي، زعيم المليشيا، بممارسة الخداع ونهب الأموال. وقال في تغريدات على حسابه في «تويتر» أمس: وقفنا مع الحوثيين بالمال والروح والولد على أنهم رحمة للمساكين والموظفين والعمال وكل المواطنين وتفاجأنا بأنهم عصابة نهب وسلب، ودعم فقط للأسرة الحوثية، في وقت يتم فيه التضحية بأبناء الشعب في جبهات القتال. وخاطب زعيم المليشيا بقوله: أين أنت يا عبدالملك الحوثي من حاشيتكم؟، في إشارة إلى الفساد والسرقات التي تمارسها القيادات الحوثية المقربة من زعيم الانقلاب.