أرسلت دبلوماسية النفط السعودية رسالة اطمئنان لمؤسسات صناعة القرار النفطي المجتمعة حاليا في موسكو للمشاركة في أسبوع الطاقة؛ بأن المملكة تجاوزت باقتدار تداعيات العمل التخريبي الذي ارتكبه النظام الإيراني الإرهابي على معملي بقيق وخريص، ونجحت بامتياز في هذا الاختبار بعودة إمدادات النفط بشكل سريع، وكرست تعهداتها ومواقفها بأنها مصدر للنفط يمكن الاعتماد عليه من خلال التعامل المهني السريع لاستئناف الإنتاج، بطريقة أذهلت العالم. وتحدث وزير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان بكل ثقة واقتدار أمس في موسكو، في منتدى أسبوع الطاقة الروسي المنعقد حاليا، قائلا: «نحن تعاملنا باقتدار مع التحديات، وإنني سعيد للغاية وأتشرف وأنا أقف أمامكم.. وأسأل: هل هناك أي دولة أو أي شعب في العالم استطاع أن يتعامل بامتياز مع ما حدث في المملكة في 14 سبتمبر عندما تعرض معملا تكرير النفط في بقيق وخريص لعمل إرهابي تخريبي». وجاء اقتراح وزير الطاقة بإنشاء منتدى الطاقة الدولي في توقيت مهم لمأسسة العلاقات وجعلها أكثر قوة ومتانة مع الدول من داخل «أوبك» وخارجها، وتعزيز وسائل التعاون بين المنتجين والمستهلكين لتحقيق الاستقرار. وعندما قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان مخاطبا صناع القرار في المحيط النفطي العالمي «إن المملكة تسعى إلى تأسيس علاقات داخل أوبك، ومع الدول الراغبة في الشراكة من خارجها، مؤكدا تجاوز مرحلة الإعداد المؤقت إلى ترتيب ذي مدى أبعد للتعاون بين دول (أوبك) والدول من خارج المنطقة»، فإن ذلك يعني حرص المملكة باعتبارها عضوا في أوبك على توسيع قاعدة التعاون مع الدول من خارج أوبك لتوفير الطاقة؛ فضلا عن تحقيق الاستقرار الدائم لأسواق النفط، والنفع لكل المنتجين والمستهلكين والصناعة النفطية. كما أشار وزير الطاقة إلى جانب جذب مزيد من الاستثمارات في جميع المستويات سواء في مجال الطاقة أو البتروكيماويات، وتحقيق الاستقرار للنظام المالي، لتمكين الاقتصاد العالمي من الازدهار والنمو. مشاركة الأمير عبدالعزيز بن سلمان مع وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك في جلسة حوارية تناولت موضوع التعاون لاستقرار أسواق النفط والاقتصاد العالمي كانت فرصة مهمة لإرسال رسالة اطمئنان لمؤسسات صناعة القرار النفطي في العالم وبقدرة احترافية فائقة من شركة أرامكو السعودية، إلى جانب التأكيد على عدم السماح لأي جهة أو دولة المساس بعصب اقتصاد العالم؛ وهو النفط. وذكر وزير الطاقة في خطابه أن شركة أرامكو السعودية لديها مركز أبحاث في موسكو، الأمر الذي سينعكس إلى شراكة قوية بين المملكة وروسيا، مشيرا إلى أن التعاون بين المملكة وروسيا يعود إلى أمد طويل، ومن المصلحة بين البلدين إرساء أسس الاستقرار في سوق النفط، وحقق البلدان نجاحا في تعزيز العلاقة داخل دول أوبك وخارجها. أمين عام منظمة أوبك محمد باركيندو شهد أيضا على نجاح المملكة في تجاوز تداعيات أحداث 14 سبتمبر الإرهابية، وعادت أسعار النفط لسابق عهدها بعدما اضطربت السوق إثر الهجوم على منشأتيها.. لقد حققت دبلوماسية النفط السعودية نجاحا باهرا في موسكو من خلال طمأنة العالم باستمرار إمدادات النفط، وطرحت مقترح إنشاء منتدى الطاقة الدولي بالعاصمة الروسية الذي يعتبر تغييرا في قواعد اللعبة. إنها دبلوماسية النفط السعودية.. تصدح في موسكو.. نجحنا بامتياز.