تتجه السعودية وروسيا، أكبر دولتين مصدرتين للنفط في العالم، الى توقيع اتفاق للتعاون في مجالي النفط والغاز بينهما. وتوقع مصدر ديبلوماسي روسي في الرياض ان يتم توقيع الاتفاق مطلع الشهر المقبل على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى موسكو في الاول والثاني من ايلول سبتمبر المقبل. قال المصدر الروسي ل"لحياة" ان وزيري الطاقة الروسي ايغور يوسوفوف والنفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي سيوقعان الاتفاق في موسكو بحضور الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تعاون اطاري وكان مجلس الوزراء السعودي فوض، خلال جلسته الاسبوعية الاثنين، وزير النفط السعودي او من ينيبه التوقيع على مشروع الاتفاق الذي اشار المصدر الديبلوماسي الروسي الى انه يشكل اتفاقاً لتعاون اطاري في مجالي النفط والغاز بين البلدين. وأكد المصدر حرص بلاده على التعاون النفطي مع السعودية وتوقع ان يدفع الاتفاق باتجاه تعزيز اسواق النفط الدولية، مشيراً الى ان اي انسجام في السياسة النفطية للبلدين سيعزز الاستقرار في الاسواق. كما اكد حرص شركات الغاز الروسية على الافادة من الفرص التي طرحتها السعودية في اطار مشاريع الغاز. وقال المصدر ان رئيس شركة "غاز بروم" اليكس ميلر سيشارك في المحادثات السعودية - الروسية التي ستجري اثناء زيارة الأمير عبدالله الى موسكو. وكانت الشركة، التي لم تلتحق بالندوة التي عقدتها السعودية في لندن في الواحد والعشرين والثاني والعشرين من تموز يوليو الماضي للترويج لمشاريع الغاز بحضور قرابة 50 شركة دولية، دعيت الى لقاء خاص بها في الخامس والعشرين من الشهر ذاته في العاصمة البريطانية. وذكر المصدر الديبلوماسي الروسي ان بلاده والسعودية ستوقعان خلال زيارة الأمير عبدالله لروسيا اتفاقات اخرى في الاطار الاقتصادي احداها لحماية وتشجيع الاستثمارات المشتركة في البلدين، واخرى للتعاون العلمي بين أكاديمية العلماء الروس ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، وثالثة لتأطير التعاون بين رجال الاعمال في البلدين ستوقع بين مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودي وغرفة التجارة الروسية. وفي موسكو نسبت "رويترز" الى مسؤول روسي قوله امس "ان روسيا والسعودية ستوقعان اول اتفاق بينهما للتعاون في مجال الطاقة اثناء زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله لموسكو، لكن "اطار الاتفاق لن يتضمن صفقات محددة نظراً لان هدفه تعزيز التعاون بين السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في اوبك وروسيا اكبر دولة مصدرة للنفط من خارج المنظمة". واضاف: "اعتقد ان اتفاق اكبر دولتين تصدران النفط في العالم على التعاون بدلاً من التصارع مهم في حد ذاته". وتعهدت روسيا مراراً بالتعاون مع "اوبك"، إلا أنها تعتمد بشدة على ايرادات النفط الذي واصلت تصديره بأقصى طاقة حتى في الفترات التي هوت فيها الاسعار. وربما يتحول اهتمام موسكو بالسعودية الى التركيز على احتياطات الغاز غير المستغلة في المملكة، إذ تحرص شركة "غاز بروم"، عملاق صناعة الغاز في روسيا، على دخول اسواق جديدة.