على مدى العقود الأربعة للنظام الثوري المتطرف في طهران، تصدت السعودية انطلاقاً من أهمية دورها في المنطقة العربية والساحة الدولية، للمشاريع الإيرانية الخبيثة الرامية إلى توسيع نفوذها الإقليمي من خلال زرع الفتن والقلاقل ونشر الطائفية ودعم المليشيات المسلحة الموالية لها، وكان مضمون المواجهة ما بين موقف سعودي يسعى إلى دعم الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة حدود دولها السيادية والامتثال للأنظمة والقوانين الدولية، وما بين التوجه الإيراني الرامي إلى زعزعة أمن دول المنطقة من خلال تصدير ثورتها وتمويل المليشيات الطائفية والجماعات الإرهابية والمتطرفة، والعمل على تفتيت أمن المجتمع العربي. وكانت الدبلوماسية السعودية موفقة في قرع جرس الإنذار مبكراً ضد الخطر الإيراني ومبادرتها بقطع علاقاتها مع إيران على خلفية حادث الحريق الذي استهدف السفارة السعودية في طهران مطلع العام 2016، وسياساتها واضحة في التأكيد على خبث توجهات إيران التوسعية والتخريبية في المنطقة، فعلى مدى حقبة «الملالي»، أفضى التغلغل الإيراني في سورية والعراق ولبنان وأخيراً اليمن إلى محصلة واحدة فقط، وهي خلق الفتن والفوضى وتدمير مقدرات البلاد العربية اقتصاديا والقضاء على عجلة التنمية ومدنية الدولة وتفتيت وحدتها وأمنها واستقرارها. وتأكيداً على صحة مواقف المملكة من الخطر الإيراني، حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران براين هوك أخيراً من مخاطر تمددها في المنطقة، وهو ليس التحذير الأول من نوعه، منبّهاً إلى أنّ إيران تسعى إلى استنساخ التجربة اللبنانية في اليمن، كما أكد: «على العالم أن يواجه طموحات إيران وإلا فإنّ الهلال الإيراني سيصبح قمراً كاملاً»، كاشفاً أن لعبة كبرى تمارسها طهران في اليمن ستؤدي بحال العجز الدولي عن التصدي لها إلى «لبننة» اليمن، وهو أمر بات مكشوفا من خلال دعم طهران المتواصل للجماعات الطائفية المتشدّدة وتسليحها. لذلك نقول إن المؤامرات الإيرانية مكشوفة حتى أمام الغرب، وكانت ولا تزال السعودية تتحمل القسط الأكبر في هذه المواجهة، وعلى الشعوب العربية بمختلف أطيافها أن تنتفض ضد هذا المشروع اللعين إذا أرادت أن ترى مستقبلاً مشرقاً لأبنائها بعيدا عن القتل والذبح والدمار والخراب.