لا يمكن لأي مراقب منصف إلا أن ينوه بالدور السعودي الكبير والداعم لليمن شعبا وحكومة شرعية في مواجهة المليشيات الحوثية الطائفية المدعومة من النظام الإيراني الذي يسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة لتنفيذ أجنداته التخريبية. ومن هذا المنطلق، جاء تدخل السعودية بقيادة التحالف العربي بناء على دعوة صريحة من الحكومة اليمنية الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي الساعي بدعم من طهران إلى تحويل اليمن إلى بؤرة إرهابية ومركز لتصدير الفتنة إلى دول الجوار، وهو ما فطنت إليه الرياض سريعا، وقد نجحت في إجهاض مشروع الملالي الطائفي الإرهابي في اليمن. وبدورها تسعى المملكة خلال هذه الأيام إلى وأد الفتنة في عدن واحتواء ما جرى ويجري في العاصمة المؤقتة من سيطرة «المجلس الانتقالي» على بعض المواقع والمؤسسات الحكومية، بدعوتها إلى اجتماع عاجل في جدة في محاولة منها لمنع المتربصين من استغلال هذه الأحداث لتوسيع فجوة الخلاف واللعب بالنار في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ اليمن. كما تجيء هذه الدعوة للحوار في إطار حرص الرياض على سلامة ووحدة الأراضي اليمنية ومنع تشرذم البلاد وتقسيمها، وهو الهدف الذي تسعى إليه المليشيات المدعومة من إيران، لكن الموقف السعودي الرادع نجح بامتياز في وأد هذا المخطط وإجهاضه بدعم إقليمي ودولي، وكما نجحت في ذلك فإنها ستنجح أيضا في احتواء أحداث عدن وإعادة الأمور إلى نصابها.