بدت الحالة الأمنية غير المستقرة والأحداث المتفجرة التي شهدتها إسطنبول خلال العامين الماضيين، بمثابة «رصاصة الرحمة» على المدينة التي يقسمها مضيق البوسفور، لتسقط من قائمة الوجهات السياحية المفضلة عند الكثير من السياح الخليجيين وعلى رأسهم السعوديون، والذين يشكلون رقماً مهماً في السياحة التركية بحسب إحصاءات رسمية. وجاء تحذير السفارة السعودية في أنقرة، صباح أمس (الأحد)، للمواطنين السعوديين الموجودين في إسطنبول، بعد تعرض مواطنين سعوديين لاعتداء مسلح بمنطقة شيشلي في إسطنبول، أسفر عنه إصابة أحدهما بطلق ناري وسرقة أمتعتهما، تأكيداً على تزايد مخاوف السعوديين مما آل إليه مستوى الأمن التركي في الحفاظ على سلامة زائري أهم المدن السياحية في البلاد. وعلى رغم أن إسطنبول التركية ظلت في الأعوام الأخيرة وجهة سياحية للسعوديين، إلا أن حوادث الاعتداء على السياح وارتفاع حالات النشل والتحايل، عجلت في عزوف كثير من السياح السعوديين من قصد المدينة التركية الأكبر. ودعت سفارة الرياض لدى أنقرة في بيانها الأخير «المواطنين والمواطنات الموجودين في إسطنبول أخذ الحيطة والحذر، وعدم ارتياد منطقتي (تقسيم شيشلي) بعد غروب الشمس». ويعد التحذير الحالي الذي أصدرته السفارة، أمس، التنبيه السادس الذي تصدره السفارة السعودية خلال العام الحالي. ففي 2 يوليو الماضي، نبّهت السفارة السعودية لدى تركيا، مواطنيها من عصابات تركية تستهدف السائح السعودي، بسرقة جوازات السفر والأموال. يأتي ذلك بعد أن رصدت السفارة تعرض مواطنين ومواطنات لعمليات نشل وسرقة لجوازات سفرهم ومبالغ مالية في بعض المناطق التركية من قِبل أشخاص مجهولين. وفي 8 يوليو، نبهت السفارة المواطنين إلى ضرورة حمل جواز السفر مع الحرص على الحفاظ عليه من الفقدان أو السرقة أو التلف، نظرا إلى تعرض بعض المواطنين والمواطنات القادمين إلى تركيا للإيقاف من قبل الجهات الأمنية لعدم حملهم أصل جوازات السفر. وناشدت السفارة المواطنين والمواطنات الموجودين في محافظة موغلا، بتاريخ 11 يوليو ضرورة توخي الحيطة والحذر، نظراً إلى اندلاع حرائق في غابات منطقتي غوجيك ودالامان، وامتداد الحرائق إلى الغابات في مدينة فتحية. فيما حذرت السفارة، في 17 يوليو، المواطنين من عمليات استغلال بعض الشركات المحلية لتأجير السيارات بمطار طرابزون ومركز المدينة وسحب مبالغ مالية من البطاقات الائتمانية لإصلاحها عند تعرضها لحوادث أو أعطال بسيطة ومحاولة إجبارهم على دفع مبالغ إضافية. وفي 17 مايو الماضي، أفادت سفارة الرياضبأنقرة، في بيان، بأنه ورد إليها كثير من شكاوى المواطنين المستثمرين والملاك، حول المشكلات التي تواجههم في مجال العقار في تركيا، مثل عدم حصولهم على سند التمليك أو الحصول على سندات تمليك مقيدة برهن عقاري، إضافة إلى منعهم من دخول مساكنهم، رغم تسديد كامل قيمة العقار، إلى جانب تهديدهم من قبل شركات المقاولة. وكانت قد أشارت أرقام وزارة السياحة التركية في يوليو الماضي إلى تضاؤل وتيرة تدفق السياح السعوديين على تركيا. وذكرت وزارة السياحة التركية أن عدد السياح السعوديين تراجع بنسبة 30% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2019، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأشارت وكالة فرانس برس إلى أن مقاطعة السعوديين لا تشمل السياحة في تركيا فحسب، بل أضحت تطاول السلع الغذائية والاستهلاكية.