استقر حجاج بيت الله الحرام في مشعر مزدلفة أمس (السبت)، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات وقضاء ركن الحج الأعظم، في يوم تعددت فيه ألوان الحجيج، وتنوعت جنسياتهم، واختلفت لغاتهم وألسنتهم، وتوحدت قلوبهم على هدف واحد هو توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته. مشهد مهيب والجموع المليونية تسلك مسارات المشاة التي اكتست ببياض الإحرامات، في ثالث محطة في رحلة الحج. وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتقطوا بعدها الجمار، وباتوا هذه الليلة في مزدلفة، وتوجهوا إلى منى بعد صلاة فجر يوم عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. ولمس الحجاج في هذا اليوم العظيم جهود رجال مخلصين عملوا ليلاً ونهاراً لخدمتهم وتوفير جميع ما يحتاجون إليه أمناً ورفاهيةً واستقراراً متميزاً عبر وسائل نقل حديثة مجهزة بما يريحهم وهم يؤدون مناسك حجهم. وشهد انتقال حجاج بيت الله الحرام سهولة وسلاسة في الحركة من خلال استخدام قطار المشاعر، إضافة إلى الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مزدلفة بمتابعة من رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة الذين يهبون إلى مساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم. وشوهدت الطائرات العمودية تحلق فوق الطرق المؤدية إلى مزدلفة وتتابع حركة سير مركبات الحجيج والمشاة في نفرتهم إلى مزدلفة لتزويد الأجهزة المختصة بحالة ضيوف الرحمن حتى يتسنى تقديم المساعدة والإرشاد لمن يحتاج إلى ذلك.