أعلنت الأممالمتحدة أمس (الجمعة)، أن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا خلال ثلاثة أشهر من التصعيد في شمال غربي سورية، في وقت تكثف قوات النظام قصفها على المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة ومتطرفة، فيما نددت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه أمس ب«اللامبالاة الدولية» تجاه تزايد عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية في شمال غربي سورية. وقالت باشليه إن الغارات الأخيرة استهدفت «المرافق الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية مثل الأسواق والمخابز»، مضيفة «هذه الممتلكات مدنية، ويبدو من المستبعد جدا أن تكون قد ضربت عرضا نظرا إلى النمط المستمر لمثل هذه الهجمات» مؤكدة أن «الهجمات المتعمدة ضد المدنيين هي جريمة حرب، كما أن من أمر بتنفيذها أو نفذها مسؤول جنائيا عن أعماله». وتهيمن على محافظة إدلب الخارجة عن سلطة النظام، هيئة تحرير الشام (الفرع السوري لتنظيم القاعدة سابقاً)، وفصائل أخرى معارضة. وبدعم من الطيران الروسي يقوم النظام السوري بشكل شبه يومي منذ نهاية أبريل بقصف هذه المحافظة ومناطق أخرى في محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة. وقال ديفيد سوانسون من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن «أكثر من 400 ألف شخص نزحوا منذ نهاية أبريل». وأوضح بيان لمكتب تنسيق المساعدة الإنسانية أن النازحين يغادرون، خصوصا ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي. وهم يتوجهون بشكل عام إلى قطاعات لا يطالها القصف شمالا، ويصلون في بعض الأحيان إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا المجاورة، تضم مخيمات للنازحين. وقال البيان إن «مخيمات النازحين مكتظة وكثيرين يضطرون للبقاء في الهواء الطلق»، مشيرا إلى أن «حوالى ثلثي النازحين موجودون خارج المخيمات»، مضيفا أنه «في محافظة إدلب وحدها تستقبل نحو مئة مدرسة حاليا نازحين». وتابع أن «غالبية الذين يفرون ينزحون داخل محافظة إدلب بينما توجه عدد قليل إلى شمالي محافظة حلب». وأكد البيان أن «مدنا وقرى بأكملها خلت على ما يبدو من سكانها الذين فروا بحثا عن الأمان والخدمات الأساسية».