كشف رصد أجرته «عكاظ» أن أسعار الفنادق ودار الإيواء في المملكة سجلت ارتفاعات ملحوظة أخيرا مقارنة بالسنوات الماضية، وأكد مختصون في مجال الإرشاد السياحي أن ارتفاع الأسعار تزامنت مع العرض والطلب، وتجاوزت في بعضها 4 أضعاف السعر العالمي، بعد أن كانت هيئة السياحة والتراث الوطني مختصة بتحديد تسعيرة دار الإيواء. وبدءا من عام 2018 تم إقرار فرض ضريبتي القيمة المضافة بواقع 5%، إضافة لضريبة «بلدي» بالنسبة ذاتها لفنادق ال 4 وال5 نجوم، بما يعادل ارتفاع أسعارها 10%، فيما ستفرض ضريبة نسبتها 2.5% من إجمالي أجرة الشقة لفنادق ال 3 نجوم وما دون. وتعليقا على ارتفاع الأسعار، أوضح رئيس جمعية المرشدين السياحيين سطام البلوي أن هيئة السياحة والتراث الوطني كانت تحدد أسعار دار الإيواء بناء على المستوى والخدمات المقدمة، إلا أنها تركتها أخيرا للعرض والطلب، وأصبحت الأسعار خاضعة للمواسم، وسجلت مستويات قياسية مرتفعة خلال فترة الصيف، فيما ستنخفض خلال الشتاء. وشدد على أهمية الاستفادة من التجربة الماليزية في زيادة غرف الإيواء لخفض الأسعار، ما ساهم في تراجع الأسعار، مؤكدا أن السائح يهتم في المقام الأول بأسعار الفنادق، مشيرا إلى أن غالبية الخدمات المقدمة في دور الإيواء ملائمة للأسعار. وأضاف قائلا: «تراجع حجم الاستثمار في القطاع الفندقي لارتباطه بشكل مباشر بقيمة الأراضي في المواقع السياحية، إضافة لعنصر المخاطرة في قطاع الإيواء جراء انخفاض المردود المالي، إذ لا تتجاوز مدة الموسم 3 أشهر سنويا في بعض المناطق». وشاركه في القول المرشد السياحي علي اليوسف، مؤكدا أن ملاك دور الإيواء يعمدون إلى المبالغة في الأسعار، في ظل شح الفنادق والشقق المفروشة في مختلف المناطق. وحول ارتفاع الأسعار وانخفاضها بناء على «العرض والطلب» أكد اليوسف قائلا: «البعض يردد أن الأسعار بناء على العرض والطلب، ولكنه مجرد عذر لتبرير زيادة الأسعار، مستغربا في الوقت ذاته المبالغة في التسعيرة مقارنة بالدور المجاورة، وتتجاوز أحيانا 4 أضعاف التسعيرة العالمية، إذ تصل الأسعار في أحد فنادق أبها لنحو 820 ريالا، مع تجاوز تلك الأسعار 500 ريال في بعض المناطق الساحلية، إضافة إلى وصول التسعيرة في مدينة جدة لنحو 2300 ريال في الليلة». وقالت المرشدة السياحية افتخار المطيري: «أسعار دار الإيواء في بعض المواسم مبالغ بها، وهناك بعض المناطق أسعار وحداتها مرتفعة طوال العام، فالعديد من المواقع السياحية سجلت مبالغة في تسعيرة دور الإيواء، مرجعة ذلك لاستغلال ملاكها المواسم السياحية بشكل مبالغ، وبينت أن الأسعار المحلية تعادل 4 أضعاف السعر العالمي، فبعض الفنادق سعرها العادل 200 ريال، ولكنها تؤجر للراغبين بأسعار تراوح بين 800-1200 ريال». أما المرشد السياحي عبدالودود الشيباني، أكد أن الأسعار مرتبطة بالإقبال الكبير خلال المواسم السياحية بمختلف مناطق المملكة، مشيرا إلى أن بعض المناطق تشهد عودة الأسعار للمعدلات الطبيعية بمجرد انتهاء الموسم السياحي، مؤكدا وجود نقص كبير في الغرف الفندقية بالعديد من المواقع السياحية، لعزوف بعض المستثمرين عن مجال الاستثمار الفندقي ببعض المناطق.