إذا قلت ما أسطره في هذه الكلمات فلست مبالغاً ولا متجاوزاً لما في هذه الكلمات، ولا متجاوزاً لمعنى أسطره من خطر طرقنا والحوادث، أوشك أن أقول لست مبالغاً إذا صورته بأنه دمار وكوارث! وإني أعي كلمات باللغة الإيطالية وبمناسبة الدمار المقيت! قال الإيطاليون في معنى التدبير للذات الإنسانية، بيانو «بيانو بيانو فاء لونتا نوا أريفا سانو».. وهذه الكلمات: «وحدة وحدة تعود سالماً». ولعلي أقول إن هؤلاء الطائرين على الأرض نفوسهم رخيصة عليهم حين يمارسون ذلك الطيران فتحل بهم المصائب الانتحارية فيصبحون هياكل مدمرة مقعدة مدى الحياة! فاتقوا الله أيها الطائرون وأنتم تلقون بأنفسكم إلى التهلكة، وحين نقرأ في كتابنا العزيز قول الحق سبحانه: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، سورة البقرة آية 195، فاتقوا الله في أماناتكم التي أنشأها الحق لتعيش وتعمل وتبني لحياتها ما ينفعها! ولن أقول إن إدارات المرور في بلادنا عليها أن تجند جيوشاً من جنودها فهذا ليس من المعقول، ليحولوا بين الحياة والتهلكة! فالحياة -أيها السادة- بناء وأداء لما ينفع ولا يضر، وأذكر أن كلمة الصبر مذكورة في الكتاب العزيز مرات ومرات، والعاجلون في طرقات بلادنا ينبغي أن يكونوا منتظمين في حياتهم بعامة ويعوا قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «لا ضرر ولا ضرار»! والحياة حين يعيها العقلاء فإنهم يمشون الهوينى، والأمم المتقدمة تعي الكثير من سبل الحياة العامة! وأمتنا الإسلامية تدرك المعاني التي توثر الوعي والالتزام وما ينفع وما يضر بعامة! فدعونا يا قوم نلتزم بما ينفعنا ونتجنب ما يضرنا، فأمتنا خير أمة إذا التزمت بقيمها وما ينفعها، وإلى الله ترجع الأمور. * كاتب سعودي