نسمع أو يستخدم مصطلح تكنولوجيا التعليم كثيراً في السنوات الأخيرة ضمن المعاهد والجامعات والمدارس الثانوية والإعدادية وحتى رياض الأطفال! فما المقصود بتكنولوجيا التعليم؟ تلعب التكنولوجيا والاختراعات التكنولوجية دوراً مهماً وأساسياً جداً في حياتنا اليومية، ويُعد التعليم أحد أهم النشاطات التي يقوم بها الإنسان بشكلٍ يومي، ونوليها اهتماماً خاصاً عندما يتعلق الأمر بتعليم أبنائنا، لكن كيف لتكنولوجيا التعليم أن تغير طريقة التعليم التقليدية التي اعتاد عليها الجميع..؟ غالباً ما يشير مصطلح تكنولوجيا التعليم Learning Technology إلى استثمار تقنيات الحاسوب وتكنولوجيا الإنترنت والموارد التي يوفرها عالم الويب، إضافة إلى الأجهزة الذكية كالهواتف والأجهزة اللوحية وغيرها من البرمجيات، لتوفير تجربةٍ تعليميةٍ فريدةٍ وسهلةٍ وميسرةٍ وثريةٍ جداً. من هنا نجد أن تكنولوجيا التعلم الحديث والمتوافق لتطلعاتنا جميعاً تحمل الكثير من الفوائد التي نبني عليها أمالنا جميعاً، ولا شك أن أي وسيلة أو أداة تعليمية تُساعد في تعزيز الفهم لدى الطلاب هي أمر محبذ ومرغوب من قبل الطالب والمدرس، ومع ما ذكرنا نجد من يعارض من المعلمين والخبراء اتجاهات تطبيق أدوات وتطبيقات تكنولوجيا التعليم، باعتبار أن التكنولوجيا مصدر إشغال للطلاب، وتشتيت لهم، مع أن الفوائد والمزايا التي تتميز بها تكنولوجيا التَعليم والإيجابيات تكاد تطغى على القليل من السلبيات، ومن هذه الإيجابيات إيصال المعلومات والشروحات للطلاب بطريقة أبسط، فهناك من المواضيع النظرية التي يعاني المدرسون من صعوبة شرحها وتبسيطها للطلاب، لكن بفضل العروض التقديمية والشروحات البصرية أو حتى السمعية من خلال الشاشة، يستطيع المدرس تبسيط تلك الأفكار النظرية وربطها بالحياة العملية وبالتالي تحسين مستوى الفهم داخل الفصل. تساعد تكنولوجيا التعليم في عملية تتبع الطلاب وبالتالي الحصول على تقييم أفضل وأداء أفضل لاحقاً، ما إن توفر العديد من منصات الإنترنت والأدوات اللازمة لتتبع إنجازات الطلاب، وتتيح للمدرسين والآباء متابعة المستوى التعليمي لأبنائهم، كما يمكن للمدرسة أيضاً تطوير برامج مخصصة تخدم هذا الغرض، ومن هنا جعل البيئة التعليمية عملية ممتعة بالنسبة للطلاب. ويعد التعلم عن بعد أحد أكثر أساليب التعلم شيوعاً في وقتنا الحالي، ولولا تكنولوجيا شاشات اللمس والعروض التقديمية ومنصات التعليم على شبكة الإنترنت مثل Udemy وCoursera لكان هذا مستحيلاً، إذ تحل الدروس الافتراضية عن بُعد مكان المحاضرات التقليدية شيئاً فشيئاً، فهي تتيح للطلاب تنظيم وقتهم والبحث بشكل أوسع وأعمق وأكثر دقة، كما أن معظم الطلاب يقضي وقتاً طويلاً في تصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي منذ سن مبكرة، رضينا أم أبينا، وبتحويل هذا الميول يمكننا استخدام ميلهم لقضاء بعض الوقت على الإنترنت لغرضٍ جيدٍ. فاستخدام تقنية شاشة اللمس والعروض التقديمية عبر الإنترنت يجعل التعلم أمراً ممتعاً بالنسبة للطلاب، كما يمكننا إنشاء مجموعة خاصة لإدارة نقاشات فعالة حول بعض المواضيع التي تعلمها الطلاب في الفصل. وبشكل ممتع ومرح. أخيراً.. عقول أبنائنا لم تعد متفاعلة مع التعليم التقليدي، بل مواكبة للطفرة التكنولوجية الراهنة، وتحتاج فقط لاستغلال هذا التحول وتوجيهه إلى ما يكون أكثر فائدة لهم.