الخواطر عن أيامي في النادي الأدبي الثقافي في جدة باقية في الذاكرة مع أولئك الرفاق الأعزة. إنها ذكريات عمل مثمر، التقيت مع رفاق أعزة في زمن امتد نحو ثلاثة عقود، وذلك فضل الله عليّ وعلى أولئك الرفاق، وأنا سعيد بترديد قول الحق: «وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون». ولا أنسى تلك الأيام المثمرة سبيلها التعاون المثمر، وهو نجاح مرده فضل الله ثم أولئك الرفاق الذين يؤثرون الطموح والعمل الجاد. وإنني أسجّل التعاون المثمر عبر أيام وليالٍ ماتعة رغم ما يتخللها من عناء وجهود طامحة مثمرة. ذلك أن الإرادة دافع جاد وقوي رغم أن بعض الحسد كان يصادم، وقلت مرة ومرات إلى الذين يعملون وإلى الذين لا يعلمون ويسوؤهم أن يعمل غيرهم.. والحمد لله أن نصر الله أقوى من سبل الذين يقلقهم انتصار الذين يعملون لأوطانهم كواجب وحق ينبغي أداؤه، ذلك أنه حق معلوم للقادرين دون منٍّ ولا ترديد يراد به، إنّا عملنا وحققنا واجباً لا نبغي منه سوى رضا الحق سبحانه جل في علاه. وحديث اليوم يختص برمز وطني جاد في أداء رسالته الحقة لوطن غالٍ ولقادتنا الأعزاء أعانهم الله ومد في حياتهم، والحق سبحانه قال: «إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا». حديث اليوم عن مواطن عزيز وغالٍ ووفي لأداء حق وطن بصدق ووفاء وجاد إنه أخي الدكتور عبدالعزيز السبيل أكثر الله من أمثاله وحفظه. وكان في نادينا رمزاً جاداً وطموحاً. كان هنا في النادي الأدبي الثقافي، وكان هناك في شطر من الوطن العزيز الغالي، أخي السبيل طموح في وظائف الدولة وفي النادي الأدبي الثقافي بجدة. وكان النادي لا يريح ولا يستريح فحقق النجاحات بعزم وبفضل الإرادة، وكنت أردد في صدق: وبورك في الشباب الطامحين. غير أن هذا العزيز توقف، وحين سألته قال إن المتابعة والهواتف توقفت بعد أن مضت الأيام في عهد مضى. * كاتب سعودي [email protected]