حضر أمسية «سمرات أدبية» ضمن مهرجان «فرحة عيد» محملاً بالذكريات قبل حمل مقتنياته الأثرية الخاصة بالغوص والإبحار، ولوحاته التي رسمها للبانوش والجالبوت. ذكريات ومواقف لأربعين عاماً، استعادها النوخذة عبدالله التركي بالقرب من معشوقه البحر، وارثًا المهنة أباً عن جد حتى التحق بشركة أرامكو، وأبحر لشواطئ الهند وحوضها الجاف لاصلاح السفن. لا يزال التركي من سكان جزيرة تاروت، يتذكر مركز الإبحار خلف مبنى بلدية المحافظة، إذ قال: «كان الميناء هنا ننطلق منه إلى عرض البحر، ودليلنا النجوم لمعرفتي بمسمياتها واتجاهاتها، فالنوخذة لابد أن يكون على معرفة، حتى وصلتنا البوصلة والتي لا تغني عن المعرفة والخبرة». وكان للتركي في عرض البحر عدة مواقف مع العواصف والأمواج العالية، مشيرًا إلى دخوله في إحدى قدور الطهي الكبرى للاحتماء، قائلاً: «دخلت البحر في سن العاشرة، واقتلعت الأمواج الباب الحديدي والخشبي المؤدي لأسفل السفينة وهو مقر الراحة، فما كان منا إلا التشبث ومساعدة بعضنا وصولاً للأعلى، وكل هذا لم يجعلني أردد بيني وبين نفسي بأني لن أعود للبحر، كيف لي ذلك ولو مجرد فكرة ونحن أبناء البحر!». وأوضح التركي أن اللؤلؤ حلم الغواص، مؤكدًا أنها تخصع لعدة اشتراطات حتى ترتفع قيمتها، تتمثل في لونها وسطحها الأملس وحجمها، وانتفاء أي شرط يهبط بقيمتها. وعن النوف قال النوخذة: إنها قطعة قماش حمراء تعلق في أعلى السفينة، دلالة على وجود محل متنقل للمواد الغذائية يلبي احتياجات السفن في عرض البحر ويساعد السفن الأخرى، ومع التقنية أصبحت الأمور أكثر يسر وسهولة، مضيفاً: «من المخجل أن يُطلق لقب نوخذة على ربان السفينة فعمل النوخذة مرهق ودقيق وسلامة السفينة بمن فيها مناط بفكره وتوجيهاته». في ختام حديثه قال: «البحر يعني لي الكثير، لم أخشاه يوماً، ولازال صوت البحر ينفض الرماد عن الذكريات والمواقف لتعود مشتعلة».