أنا نَوْخَذَةْ والرأسْ حارْ وأنا نَوْخَذَةْ ما جُوْزْ بحّارْ.. يُضرَب المثل فيمن لا يتنازل عن قيمته، أو لا يُغيّر مهنته أو ممارسته، على سبيل المفاخرة والاعتداد. والمثل يُجسّد الثقافة البحرية، وبالذات في عُمقها. «النَّوخَذه» هو ربّان السفينة. و«راس حار» تعبير دارجٌ يُقصد به حدة المزاج، تماماً كما كان حال ربّان السفينة الذي كان عليه أن يكون قويّاً شديداً حادّ المزاج حتى يهابه البحّارة ويُطيعوه. و«ما جُوزْ» تعني «لا أكف، لا أترك، لا أتوقف عن طبعٍ ما». وفي المنطقة الخليجية يستخدمون كلمة «جاز» ماضياً، و«يجوز» مضارعاً، و«جُوْزْ» أمراً. وفي صياغة المتكلم قد تسقط الهمزة إذا سبقها حرف مد، وإلا فإن العبارة هي «ما أجُوزْ»، ثم صارت «ما جُوْز». وكثيرٌ من أبناء السواحل الخليجية يُبدلون الجيم ياءً، فيقولون «إِيُوْزْ: يجوز»، «ياز: جاز»، «يُوزْ: جوزْ». المعنى المعجمي لكلمة «جاز» متعدد، ومن المعاني «التجاوز، غضّ الطرف»، ولعلّ منشأ الدلالة الخليجية من هذا المعنى، لكن اللغويين القدماء لم يرصدوا هذه الدلالة الدقيقة.