أوصت ندوة عن الأمن السيبراني أقامتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمشاركة خبراء عرب، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بأهمية إعداد مدونة سلوك بين الدول العربية وشركات التقنية كشركات وسائل التواصل الاجتماعي، وإيجاد مفوضية عربية بموجب المدونة تتولى مهام التواصل مع الشركات لحذف المحتوى المتطرف أو أي مخالفات للسياسات والأنظمة، وتطوير القدرات الأمنية لمواجهة التحديات الأمنية الحديثة واستشراف المستقبل في الكشف عن الجريمة السيبرانية والتصدي لها. وأوضح عضو الجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي ورئيس مجموعة العمل العلمية العربية للأدلة الجنائية الرقمية الدكتور عبدالرزاق المرجان، الذي أدار الندوة أن التوصيات تشمل أيضا ضرورة وجود تكامل بين المواجهة الأمنية والفكرية للإرهاب السيبراني كما تقوم به المملكة، المساهمة في محو الأمية المعلوماتية لتعزيز الأمن السيبراني المجتمعي، العمل على توحيد المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالأمن السيبراني بين الدول العربية، العمل على تفهم حاجات واهتمامات الشريحة التي تستهدفها الحركات الإرهابية وبالأخص فئة الشباب ودعم الميادرات الايجابية التي تحققها، إنشاء عيادات متخصصة لإعادة تأهيل مخالفي الأنظمة والسياسات في الإنترنت. وأوضح المرجان أن جامعة نايف قدمت أنموذجاً استثنائياً بالعمل التطوعي المتفرد على مستوى العالم بإنشاء الجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي وتأسيس ست مجموعات علمية لرفع مستوى العمل الجنائي بالدول العربية. وأن مجموعة العمل العلمية العربية للأدلة الجنائية الرقمية تقوم بإنشاء دليل استرشادي للأدلة الرقمية ليكون الأول من نوعه، وهذا بفضل الدعم اللا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين دولة المقر للجامعة. من جانبه، أكد رئيس محكمة الاستئناف بمصر الدكتور القاضي محمد الألفي، أن القوانين والتشريعات في الدول العربية غير قادرة على مجاراة أنماط التقنية الحديثة للإرهاب السيبراني لتسارع التقدم التقني والتطور السريع في استخدام التقنية، وأن من أهم العوائق هو الدليل الرقمي وحجيته في الإثبات، والدخول في حروب الجيل الخامس. ورأى الدكتور عضو هيئة التدريس بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية الدكتور العقيد معاذ الملا، أن غياب مدونة سلوك بين الدول العربية وشركات التقنية كشركات برامج التواصل الاجتماعي هو أحد أسباب انتشار المحتوى المتطرف في الإنترنت. وبين الدكتور ومعد ومقدم برامج إذاعية وتليفزيونية في البحرين الدكتور فالح الرويلي، أن ما بين عامي 2014 و2015 انتجت الآلة الإعلامية لداعش أكثر من 1500 وثيقة دعائية منها 845 فيلماً، لافتا إلى أن قيمة الدين لا تمثل إلا 2% مقارنة بقيم الدعاية الإرهابية الأخرى التي تمثل 30% مضامين القتال وأعمال الحرب. وأضاف مدير إدارة الخدمات الإلكترونية والاتصالات والشرطة المجتمعية سابقاً بدولة الإمارات الدكتور عبيد المختن أن سهولة الحصول على البيانات وتحليلها واستهداف الأشخاص بواسطة علوم اجتماعية حديثة كالهندسة الاجتماعية في التجنيد وتأليب الأفراد ضد الحكومات وتنفيذ الأجندات الخاصة بهم هي من أحد أهم الأساليب التي سهلت عمل هذه الجماعات الإرهابية.