أكد المحاضر في عمادة الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العميد ركن الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر، أهمية تحقيق أعلى المعايير لتحقيق الأمن السيبراني على مستوى الدول، الأمر الذي يتطلب الوعي الكامل بأساليب التقنية التكنولوجية الحديثة، وتكثيف الجهود لمواجهة أشكال التهديدات المختلفة، مشدداً أن تكون إدارة هذا الأمن محلية، وألا يوثق بالشركات الخارجية والأجنبية التي تقدم الخدمات الأمنية السيبرانية. وأوضح خلال محاضرة بعنوان «مستقبل المنظمات الإرهابية» قدمها على مسرح عمادة السنة التحضيرية بجامعة جازان بالمدينة الجامعية اليوم (الثلاثاء)، برعاية وحضور أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونائب أمير المنطقة الأمير محمد بن عبدالعزيز، أن المنظمات الإرهابية اليوم تعمل على الاستفادة من الإنترنت الخفي بشقيه العميق والمظلم وتعمل في وسطه بعيداً عن عملها من خلال الإنترنت الواضح أو الظاهر، مبيناً أسباب تحول هذه المنظمات الإرهابية للاختفاء وهي: السيطرة الأمنية، وضعف القيادة والتأثير والاستفادة من إمكانات الاختفاء وتغير الأهداف والإستراتيجيات. ولفت إلى أن المنظمات الإرهابية السيبرانية هي منظمات سرية لها ارتباطات دولية عالمية، وليست لها هوية وطنية أو دينية أو فكرية واضحة تستخدم التقنية لإلحاق الأذى بالدول والمؤسسات، ومشيراً في ختام محاضرته إلى أن تشكيل هذه المنظمات الإرهابية يعتمد على القيادات العليا وأقسام أخرى تتمثل في جمع المعلومات والشؤون المالية والمهمات الخاصة، وتستهدف العمليات السيبرانية لهذه المنظمات الأفراد والحكومات والتخريب والاغتيال وممارسة عمليات مالية مشبوهة، والقيام بالمطاردة الإلكترونية واستخدام أساليب الدعاية السوداء. وأشار إلى تطور المنظمات الإرهابية من البنية التقليدية إلى البنية الحديثة بأساليبها المختلفة والمنهج السلوكي الذي تتبعه هذه المنظمات، المتمثل في الفهم الخاطئ والمتطرف للمبادئ والمجاهرة بالمعارضة للدولة والعزلة الاجتماعية والاختفاء الذي يتبعه أصحابها والعمل السري الضار بعد تكفير المجتمعات المسلمة ومحاولة الإضرار بها، مشيراً إلى استفادة هذه المنظمات من التطور التقني وتطور وسائل الاتصالات الحديثة وثورة الانترنت وصولاً إلى استفادتها من إنترنت الأشياء أو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي. وبين أنها مرت مراحل تأثيرها بخطوات متعددة منها: مرحلة الانتشار، ومرحلة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ومرحلة الاختفاء والكمون منذ العام 2015 إلى اليوم.