أكد أستاذ أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية المساعد بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د. فهد الحربي أن قرار إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني يأتي تأكيدا على مدى الإدراك العميق لحكومتنا الرشيدة لأهمية تحقيق الأمن السيبراني وتطويره. وقال: إن استحداث هذه الهيئة سيمثل نقلة نوعية في ما ستحتويها من مهام كبيرة سواء من جانب وضع الأسس والمعايير الرامية بتوفير الأمن السيبراني والإشراف عليه أو لمواجهة مخاطر التهديدات الإلكترونية على مملكتنا الغالية وذلك بالتأكيد تنسيقا مع كافة الجهات المعنية بذلك والعمل على أعداد الخطط الوطنية الكفيلة لمواجهة أي أضرار أمنية إلكترونية محتملة، إضافة إلى العمل على التأكد من فاعلية عمل أنظمة حماية شبكة الاتصالات الشبكات ومراكز المعلومات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، والإشراف المتواصل عن مدى الالتزام بمتطلبات الأمن السيبراني. وأشار الحربي إلى أن الأهمية القصوى لوجود الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تكمن في الوقوف بحزم ضد الجرائم الإلكترونية والاحتيالات وعمليات التجسس الإلكتروني، إضافة إلى المحافظة على البنية التحتية الإلكترونية للمملكة، مضيفا أن القرار يأتي مواكبة للتطورات التقنية التي تحظى بها بلادنا والتي سوف تعمل إن شاء الله على زيادة الاستفادة من التقنيات الحديثة ونشر الثقافة الرقمية بين الأفراد والمؤسسات. ونوه إلى أنه وبفضل من الله فإن دولتنا حققت انتشارا وتقدما ملحوظا في زيادة وكفاءة الأنظمة الأمنية السيبرانية وذلك بالاعتماد على إستراتيجية شاملة متبنية آخر ما توصلت له التقنيات الإلكترونية والتزامها بأعلى المعايير والحلول والعمل الدائم نحو نشر الاستخدام الآمن والأمثل للتقنية. من جانبه، علق المتخصص في بناء إستراتيجيات الأمن السيبراني، و المُحَكّم في مجلة IEEE TVT، العقيد د. نافل العتيبي على صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني) وربطها به مباشرة، موضحا أن القرار يأتي في سياق استجابة القيادة الحكيمة للمخاطر التي جاءت مصاحبة للتطور الرقمي وقناعتها بأن السيادة على الفضاء السيبراني قد أصبحت جزءا أصيلا من السيادة الوطنية والأمن، خاصة بعد أن أصبحت التهديدات في الفضاء السيبراني واقعاً نعيشه. وأضاف: بأنه وفقاً للتقارير الصادرة من المركز الوطني لتقنية أمن المعلومات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تعرضت المملكة ل 60 مليون هجوم إلكتروني خلال عام 2015 فقط، كما أن حالات انقطاع الكهرباء أو الماء أو تعطل الخدمات البنكية التي نتعامل معها سابقاً كحوادث طبيعية قد تتحول في المستقبل القريب إلى نتيجة من نتائج الهجمات السيبرانية، وهذا يبين سبب ربط هذه الهيئة بالمقام السامي وتمثيلها من قبل مجموعة رائدة من قيادات المملكة. وأشار العتيبي إلى أن هذه الهجمات اليومية على مؤسساتنا الحكومية وشركاتنا الوطنية جعلت القيادة العليا تبادر بالاستعداد لها عن طريق إنشاء هذه الهيئة المتخصصة التي ستتولى تعزيز حماية شبكات الاتصالات، وأنظمة تقنية المعلومات، ومكوناتها من أجهزة وبرمجيات، وما توفره من خدمات حيوية. وقال: نحن كمتخصصين في هذا الحقل الحيوي مستبشرون كثيراً بهذا القرار الإستراتيجي ومتفائلون جداً بأن تجني المملكة ثمرات إنشاء هذه الهيئة عبر تحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية المتمثلة في تنسيق جهود الحكومة والقطاع الخاص لمجابهة التهديدات السيبرانية المتنامية، وتعزيز الشراكات وتوثيق التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية وذلك لتسخير جهود الباحثين في مجال الأمن السيبراني وتحويلها إلى منتجات تجارية وحلول فعالة تساهم في تأمين فضائنا السيبراني مع الحفاظ على مرونته، وتشجيع التعاون بين الجهات الحكومية وقطاع الصناعة ومراكز التدريب لتنمية مهارات القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني وتحديث معارفهم في هذا المجال الذي يتطور يوماً بعد يوم وتحسين خطط الاستجابة للتهديدات والتعافي من آثار الهجمات السيبرانية. العقيد د. نافل العتيبي