• لا يعنينا إن كان هناك من سبقنا إلى هذا النموذج السلبي من البرامج الرياضية الفضائية المفرطة في الإسهاب وهدر الوقت، فهو سبق غير مأسوف عليه ولا يحتذى به، وكما أسلفت مثل هذا النموذج «السلحفائي» من البرامج أبعد ما يكون عن مواكبة التحديات الشرسة التي يفرضها هذا العصر المضطرد في تسارع إيقاعه وهول مخرجات ثورته التكنولوجية في شتى المجالات، وخصوصاً على مستوى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ولذلك يوصف هذا العصر ب«عصر الثورة المعلوماتية»! •• وفي ظل هذه الثورة المعلوماتية المتمثلة في وسائل الإعلام والتواصل الحديثة، لم يتحول العالم إلى أشبه ما يكون ب«قرية صغيرة»، كما تنبأ الفيلسوف الكندي مارشال ماكلوهان، لم يتحول إلى ذلك فحسب، بل تجاوزه حتى أضحى العالم بكل معلوماته وأحداثه ومستجداته في متناول المتلقي مباشرة، ينتقي المعلومة التي يشاء، في الوقت الذي يشاء، بمجرد ضغط بضعة أزرار في جواله المحمول، بعيداً عن الركاكة والرتابة والإسهاب الممل وهدر الوقت..، التي لا يصدق كل غيور على إعلامنا الرياضي أنها ما زالت تمارس وتفرض على المشاهد الرياضي السعودي من قبل القائمين على هذا النموذج من البرامج الرياضية التي يمتد بثها «يومياً» لثلاث ساعات، وحين أقول تفرض على المشاهد الرياضي السعودي، تحديدا، فذلك من أبسط حقوق المشاهد الرياضي بشكل عام، والمشاهد الرياضي السعودي خصوصا، أن يشاهد على قناته الرياضية السعودية، خلال بثها اليومي، عدداً من البرامج الرياضية اليومية وكذلك الأسبوعية الهادفة والشاملة لكل ما يحرص المشاهد على مواكبته أولاً بأول، وبإيجاز، وكل ما يثري ثقافته الرياضية، وكل ما لا يمكن أن يجهله أو يتجاهله المعنيون الغيورون على إعلامنا الرياضي السعودي بشكل عام، وعلى قناتنا الرياضية السعودية على وجه الخصوص، من سبل التغيير والتطوير ليس على مستوى «ديكورات» الاستديوهات، فكل الإمكانات ولله الحمد في هذا الجانب وسواه من التجهيزات متوفرة وعلى أعلى مستوى، ولكن يبقى المحتوى البرامجي وتنوعه وشموليته بما يثري المشاهد ويجذبه لشاشة قناته الرياضية السعودية، التي هي أولى بجذبه وكسب حرصه واهتمامه وتقديره وفي وسعها ذلك، ولكن ليس من خلال هذا الافتقار والاقتصار على شغل كل مدة بث القناة ببرنامج رياضي واحد يمتد لثلاث ساعات تتوه خلالها خلاصة ما يهم المتلقي بين ركام الكلام وما يترتب على طول الوقت المهدر من «صراخ» وشد وجذب وخروج عن النص من قبل بعض ضيوف البرنامج، الذي يتحول من مشارك يمثل البرنامج إلى ممثل لناديه الرياضي، أو بالأحرى إلى ما يهمه في ذلك النادي! •• قبل أن تُبتلى قناتنا الرياضية السعودية بهذا الضمور والافتقار والاقتصار طوال ساعات بثها اليومي على برنامج واحد، من هذا النموذج من البرامج المفرطة في الإسهاب وهدر الوقت، كان لها فيما مضى سابق عهد يذكر فيشكر، من التنوع والتميز والجذب على مستوى هيكلها البرامجي اليومي الهادف والشامل والمدروس بمهنية إعلامية عالية، ظننا الحاضر يأتي بأفضل منها، فإذا بنا نتمنى بعض بعضها! والله من وراء القصد. تأمل: لا يمكنك أن تحتفظ بهذا اليوم لكن بوسعك ألا تفقده!