هناك متابعة جيدة من الجمهور السعودي للبرامج المصرية اليومية مثل العاشرة مساء و 90دقيقة رغم انها تناقش أحداث الشارع المصري، وما تجده من تفاعل من المجتمع السعودي بمختلف الشرائح حين تطرح أي قضية تخص مجتمعهم دليل المتابعة. اعتقد ان السبب في ذلك عائد لعدم وجود برامج مماثلة على المستوى المحلي وهو دليل الفقر البرامجي الذي نعيشه وبشكل أدق نوعية البرامج فمثلاً برنامج من الرياض الذي كان يبث عبر قناة أوربت كان يجد اقبالاً جيداً من الجمهور لتناوله بعض أحداث الشارع السعودي اليومية، وهو ما تقوم به الصحف إلا ان التلفزيون يغلب لوهجه ومكانته في نفوس الجمهور حتى لو كانت جودة المقروء أعلى، كما أن مساحة الحرية في هذه البرامج تجذب المشاهد حتى لو لم تكن تعني مجتمعه فهي نوع من التعرف على حقوق ووجبات المجتمعات وبالتأكيد ان هناك تأثراً بهذه الثقافات بأي شكل كان، علاوة على أن هذه البرامج تجبر المشاهد على التواصل مع المجتمع فهي تقربه وتوضح له الحدث وتعرفه مسألة اختلاف الآراء حول حدث واحد. وعندما يكون بشكل يومي يصبح كالدورة التدريبية المكثفة التي لابد أن يخرج منها المتلقي بثقافة معينة رغب في ذلك أم لم يرغب. نحن في مرحلة تحولات على معظم المستويات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وهذه البرامج تساعد الذين يعيشون هذه التحولات على استيعابها والتعامل معها.. البرامج اليومية التي تناقش حدث مجتمعها اليومي لها تأثير بالغ الأهمية استغرب أن قنواتنا المرئية لم تعيه لتنفيذه.