الكوابيس أو الأحلام المزعجة هي أحد اضطرابات النوم الشائعة التي تصيب جميع الفئات العمرية من الجنسين ولكنها تزداد عند الأطفال. وقد مر الكثير منا بتجربة الأحلام المزعجة والكوابيس خلال النوم ولكن في معظم الحالات تحدث هذه الكوابيس على فترات متباعدة ولكنها عند بعض المرضى تحدث بصورة متكررة ومزعجة مما قد ينعكس سلباً على حياة الحالم وعلى نفسيته ونشاطه خلال النهار. ويمكن طبياً تقسيم الأحلام المزعجة إلى قسمين، قسم يحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة ويعرف بالكابوس والقسم الآخر يحدث خلال المرحلة الثالثة والرابعة من النوم (النوم العميق) ويعرف طبيا برعب النوم، ويتميز النوع الأول بأنه يحدث عادة في نهاية النوم (الساعتين الأخيرتين من النوم) وعادة ما يتذكر المصاب تفاصيل الحلم وهذا هو النوع الشائع، أما النوع الثاني فيتميز باستيقاظ مفاجئ من النوم العميق مصحوباً بأحاسيس خوف وهلع شديدة وزيادة في نبضات القلب وسرعة في التنفس ولا يتذكر المريض عادة تفاصيل الحلم ويحدث هذا النوع في الثلث الأول من النوم. ألعاب الفيديو تزيد من الكوابيس وتحدث الكوابيس بكثرة عند الأطفال ولكنها عادة لا تحدث بصورة مستمرة أي كل ليلة، حيث يعاني 22-50% من الأطفال من سن 5 - 10 سنوات من الكوابيس أحياناً، وأظهرت دراسة أجريناها على طلاب وطالبات المدارس الابتدائية في مدينة الرياض أن 5٪ من الأطفال يعانون من الكوابيس بصورة شبه مستمرة، وقد تؤثر الكوابيس المتكررة على نشاط الأطفال في النهار، وفي العادة تقل الكوابيس عند تقدم عمر الطفل، ويوصى بتشجيع الأطفال على سرد وذكر الكوابيس التي يرونها في أحلامهم للوالدين وللمعالجين، حيث أظهرت الدراسات أن مجرد سرد الأحلام المزعجة للوالدين يساعد على اختفائها. ومما يقلل من الأحلام والكوابيس تجنب الإثارة قبل النوم. حيث انه من العادات الخاطئة التي نسمح لأطفالنا بممارستها اللعب بألعاب الفيديو وهي ألعاب مليئة بالحركة والعنف أحيانا كثيرة حتى ساعات متأخرة من الليل وهذا قد يزيد من الكوابيس عند الطفل كما أن بعض الأطفال يشاهدون أفلاما لا تناسب أعمارهم ومنها ما قد يحتوي مشاهد عنيفة أو مرعبة. لذلك ينبغي تجنب مثل هذه الأمور كما أنه من المهم أن ينام الطفل مبكرا وان يعتاد الطفل على روتين نوم ثابت وان يعتاد كذلك على وقت نومه لأن الخلاف مع الطفل أو الصراخ عليه قبل النوم قد يزيد من الحالة. أما بالنسبة للكبار فإن الكوابيس تحدث بصورة أقل بكثير وتكون عادة نتيجة للضغط والتوتر النفسي أو نتيجة لحوادث مؤلمة وتحتاج في العادة لمراجعة المختصين للحصول على العلاج.